مستوى الأداء المهني للأخصائيين الاجتماعيين من وجهة نظر الأطباء في مستشفيات سلطنة عُمان.
| الباحث المراسل | هلال خلفان الحضرمي | كلية الآداب والعلوم الاجتماعية بالمحمدية، جامعة الحسن الثاني بالدار البيضاء الثاني |
| أ.د. محمد عبدربي | كلية الآداب والعلوم الاجتماعية بالمحمدية، جامعة الحسن الثاني بالدار البيضاء الثاني |
Date Of Submission :2025-08-06
Date Of Submission :2025-08-06
Date Of Publication :2025-11-17
المقدمـة
إن الاهتمام بالصحة النفسية والاجتماعية من الجوانب المهمة في صحة المريض نتيجةً للتغير والتطور الحاصل في جميع مناحي الحياة العامة بمختلف مستوياتها، وما خلفته من الضغوط والمشكلات المختلفة كالمشكلات الاجتماعية والاقتصادية والتعليمية والنفسية والصحية، إضافةً للارتباط الوثيق بين الجانبين الصحي والنفسي والاجتماعي، ولوجود كثير من الأمراض الجسدية ذات الطابع النفسي والاجتماعي، والقصور الطبي بعض الأحيان في تفسير أسباب بعض الأمراض ذات الطابع النفسي خاصة منها.
والتطور المهني للصحة النفسية بجوانبها الطبية والسلوكية والاجتماعية يعتمد على ما تحققه من فاعلية في الممارسة العملية، كما أن الحرص على سلامة المريض نفسياً واجتماعياً هو أحد المسؤوليات الأساسية للعاملين بهذا المجال، كالفريق الطبي بمختلف تخصصاتهم بما فيهم الأخصائيين الاجتماعيين، وتمتد واجبات هذا الفريق الطبي في تقديم الخدمات العلاجية والاجتماعية والنفسية لتشمل الاهتمام بتطوير الأداء المهني، في كل ما يتعلق بزيادة الفاعلية المهنية والتطور بوسائل التشخيص، وأساليب العلاج، وطرق الوقاية ومتابعة المرضى داخل المؤسسة الطبية وخارجها (ابراهيم، 2010).
ويعد التزام العاملين بالمجال الطبي مع بذل كل ما يستطيعون من جهد من أجل الحرص على سلامة المرضى، والعمل على تخفيف الآلام والمعاناة لديهم، والحرص على تقديم أفضل الخدمات الصحية والاجتماعية والنفسية للمرضى؛ من أساسيات العمل في المجال الطبي، ولتزايد اهتمام المؤسسات الطبية – المستشفيات – بالأخصائي الاجتماعي لما يقدمه من خدمات اجتماعية ونفسية للمرضى، والدور الذي يبذله في هذا المجال في مشاركة الفريق الطبي لتحقيق راحة المريض وشفائه (غرايبة، 2008)؛ أصبح الاهتمام بالأداء المهني للأخصائي الاجتماعي من القضايا المهمة والأساسية في العصر الراهن لصعوبة المشكلات التي يعاني منها المرضى وتعقدها، ولذلك كان لا بد من إكسابه الخبرات والمهارات والعلوم والمعارف النظرية، وربطها بالجانب العملي للممارسة؛ مما يؤهله للتعامل مع مختلف المشكلات التي تواجهه وتمكنه من أداء الأدوار المهنية، وتساعده على إثبات أهميته وفاعليته بين مختلف العاملين بالمجال الطبي (الربيعان، 2014).
لذلك سعت الدراسة الحالية إلى معرفة مستوى الأداء المهني للأخصائيين الاجتماعيين من وجهة نظر الأطباء في مستشفيات سلطنة عُمان.
مشكلة الدراسة وأسئلتها
أظهرت بعض الدراسات التي أجريت في بعض الدول العربية مثل المملكة الأردنية الهاشمية والمملكة العربية السعودية والكويت، ضعف الأداء المهني للأخصائيين الاجتماعيين، من حيث عدم القدرة على أداء المهام والوظائف المناطة بهم للعمل في المستشفيات، أو عدم القدرة على التواصل بمهنية مع بقية العاملين في المؤسسة الطبية -المستشفيات-، مما ينعكس سلباً على جودة الأداء المهني (القرني، 2014).
وفي سلطنة عُمان يبلغ عدد الأخصائيين الاجتماعيين والنفسيين العاملين بالمجال الطبي ما يقرب من 190) أخصائي اجتماعي وأخصائي نفسي) موزعين على مختلف المستشفيات والمراكز الصحية في كافة أرجاء سلطنة عمان، وذلك بمختلف المسميات الوظيفية مع تشابه الوظائف والأدوار المهنية التي يقومون بها (وزارة الصحة، 2022).
وكون الباحث هو أحد العاملين في المجال الطبي بوظيفة أخصائي اجتماعي، ومن واقع الخبرة والممارسة العملية فهو يدرك الفجوة الواضحة في الأداء المهني للأخصائيين الاجتماعيين، ومدى تأثيرها على جودة الأداء المهني، كما يدرك مدى أهمية قدرة الأخصائي الاجتماعي على التواصل مع الفريق الطبي وأثره على أدائه المهني باعتباره أحد أعضاء الفريق الطبي في المستشفى، ولكونه حلقة الوصل بين المريض وأسرته من جانب وبين الفريق الطبي من جانب آخر؛ لذلك يحاول الباحث في هذه الدراسة الإجابة على الأسئلة التالية:
- ما مستوى الأداء المهني للأخصائيين الاجتماعيين من وجهة نظر الأطباء العاملين في مستشفيات سلطنة عُمان؟
- هل توجد فروق ذات دلالة إحصائية عند مستوى الدلالة (α=05.0) في تقديرات أفراد عينة الدراسة حول مستوى الأداء المهني من وجهة نظر الأطباء العاملين في مستشفيات سلطنة عُمان تبعاً للمتغيرات (الجنس، العمر، المستشفى، والمسمى الوظيفي)؟
- أهداف الدراسة
تهدف الدراسة الحالية إلى تحقيق الأهداف الآتية:
- التعرف على مستوى الأداء المهني للأخصائيين الاجتماعيين من وجهة نظر الأطباء في مستشفيات سلطنة عُمان.
- الكشف فيما إن وجدت فروق ذات دلالة إحصائية عند مستوى الدلالة (α=05.0) في تقديرات أفراد عينة الدراسة حول مستوى الأداء المهني من وجهة نظر الأطباء العاملين في مستشفيات سلطنة عُمان تبعاً للمتغيرات (الجنس، العمر، المستشفى، والمسمى الوظيفي).
أهمية الدراسة
تبرز أهمية الدراسة في جانبين وهما:
الأهمية النظرية:
حيث يأمل الباحث أن تسهم دراسته في إثراء المعرفة، من حيث تسليط الضوء على موضوع قليل البحث فيه في سلطنة عُمان، إضافةً إلى قلة الدراسات العربية في المجال ذاته، حيث عمل الباحث على معرفة مستوى الأداء المهني للأخصائيين الاجتماعيين من وجهة نظر الأطباء، وذلك لارتباط عملهم بعمل الفريق الطبي المعالج، إضافةً إلى أن أغلب الحالات المحولة إلى الأخصائي الاجتماعي هي من قبل الطبيب المعالج، وتعد هذه الدراسة هي الأولى حسب علم الباحث في المجال الطبي تهدف إلى معرفة الأداء المهني للأخصائيين الاجتماعيين من وجهة نظر الأطباء في سلطنة عُمان.
الأهمية التطبيقية:
يأمل الباحث أن يترتب على الدراسة فوائد علمية من حيث المعرفة العلمية في مجال التخصص، وحقول المعرفة بشكل عام، كما يرجو أن يبنى على هذه الدراسة دراسات وبحوث أخرى تسهم في تطوير الأخصائيين الاجتماعيين العاملين في سلطنة عُمان.
المصطلحات والمفاهيم الإجرائية:
تشمل الدراسة الحالية على المصطلحات التالية:
الأداء المهني: "القيام بأعباء الوظيفة من مسؤوليات وواجبات وفقـــاً للمعدل المفروض أداؤه من العامل الكفء المدرب" (عطية، 2010، ص. 45). ويعرف إجرائياً: على أنه مجموع ما يقوم به الأخصائي الاجتماعي من مهام وواجبات، وفق الخلفية النظرية والتطبيقية المكتسبة والموارد المتوفرة؛ لمساعدة المؤسسة الطبية - المستشفى- في تحقيق أهدافها وتقاس في هذه الدراسة بالدرجة التي تحصل عليها فقرات المقياس المستخدم في الدراسة الحالية.
الأخصائيين الاجتماعيين: ويعرف الأخصائي الاجتماعي: "الشخص المؤهل علمياً ومهنياً ويستخدم معارف ومهارات مستمدة من العلوم الاجتماعية والإنسانية لتقديم المساعدة للأفراد أو الجماعات أو المجتمعات، بهدف مساعدتهم على التكيف مع مشكلاتهم وتحسين أوضاعهم الاجتماعية" (الزعبي، 2017، ص. 45). ويعرفون إجرائياً في هذه الدراسة بأنهم جميع الأخصائيين الذين يعملون في مستشفيات سلطنة عُمان بمسميات وظيفية مختلفة (أخصائي اجتماعي، أخصائي نفسي، معالج نفسي، أخصائي اجتماعي طبي، باحث اجتماعي، باحث اجتماعي طبي)
محددات الدراسة:
تتمثل حدود الدراسة بما يأتي:
1) الحد الزماني: تم تطبيق الدراسة في عام 2024- 2025.
2) الحد المكاني: قام الباحث بتطبيق الدراسة في بعض مستشفيات سلطنة عُمان التي يعمل بها الأخصائيين الاجتماعيين من بعض محافظات السلطنة وهي: (مستشفى نزوى، ومستشفى المسرة، ومستشفى جامعة السلطان قابوس، والمستشفى السلطاني، ومستشفى إبراء، ومستشفى خولة).
3) محدد أدوات الدراسة: تعتمد نتائج الدراسة على صدق وثبات الأداة المستخدمة، ومدى تمثيل العينة لمجتمع الدراسة، والمعالجات الإحصائية المستخدمة في تحليل نتائج الدراسة.
الإطار النظري والدراسات السابقة
يُعد الأداء المهني من الموضوعات الأساسية التي تطرق لها علم النفس العام، لكونه يساعد الفرد على تقبل العمل وتطوير المهارات لديه (Armstrong, 2020). حيث يعد الأداء المهني للأخصائيين الاجتماعيين من الموضوعات التي يتزايد الاهتمام بها من قبل الباحثين، وذلك لمساعدته ودوره في رفع الكفاءة المهنية داخل المنظمات والمؤسسات بمختلف أنواعها بما فيها المؤسسات الطبية كالمستشفيات والمجمعات الصحية، كما يزيد من مستوى أداء العاملين فيها مثل الأطباء بمختلف تخصصاتهم وباقي أعضاء الفريق الطبي بما فيهم الأخصائيين الاجتماعيين (حسن والشبلي، 2002).
وقد عُرف الأداء المهني بأنه: "نتاج جهد معين قام ببذله فرد أو مجموعة لإنجاز عمل معين" (الدليمي، 2019، ص. 212). ويُعرف كذلك بأنه: "تنفيذ الموظف لأعماله ومسؤولياته التي تكلفه بها المنظمة أو الجهة التي ترتبط وظيفته بها" (العجمي، 2021، ص. 78)، ويرى السرطاوي (2022، ص. 65) الأداء المهني بأنه: "قدرة الإدارة على تحويـل المـدخلات الخاصـة بالتنظيم إلى عدد من المنتجات بمواصفات محددة وبأقل تكلفـة ممكنـة". وقد ذهب البعض إلى تعريف الأداء المهني بمنحنى مختلف من حيث المستوى الذي يمارس فيه الأداء؛ حيث جُعل الموظف محوراً لتعريف الأداء المهني (الخفاف والتميمي، 2015). وبناءً على هذه النظرة فقد عرفه سلطان (2003) على أنه الأثر الصافي والظاهر لجهود الأخصائي الاجتماعي ويشمل قدراته وإدراكه لدوره أو المهام التي يقوم بها في وظيفته.
وصنف اللوزي والزهراني (2012) عناصر الأداء المهني للأخصائي الاجتماعي إلى خمسة عناصر، أولها العناصر التنفيذية: وتتمثل في قدرة الأخصائي الاجتماعي على تحديد شروط ومتطلبات العمل في المجال الطبي، والقدرة على الإنجاز في ظل الموارد والإمكانيات المتاحة بالمؤسسة الطبية، وقدرته على التعامل مع المشكلات المرضية ذات الطابع الاجتماعي والنفسي جنباً إلى جنب مع الفريق الطبي. وثانياً العناصر الأكاديمية: وهي الدرجة العلمية التي حصل عليها الأخصائي الاجتماعي، ومدى معرفته بمهام العمل وأهدافه والمعرفة النظرية التي يمتلكها في نفس المجال. وثالثًا العناصر التطويرية: ومنها أن يعمل الأخصائي الاجتماعي على تطوير نفسه من خلال اكتساب المزيد من الخبرات والمهارات، والمشاركة في الندوات والمؤتمرات التي تعنى بمجال عمله كأخصائي اجتماعي وكل ما يستجد في مجال وظيفته. رابعاً العناصر الأخلاقية: متمثلةً بمدى التزام الأخصائي الاجتماعي بمبادئ المهنة، والعمل في المجال الطبي مثل: المحافظة على أسرار المريض وخصوصيته، وطلب الاستشارة وقت الحاجة، وقدرته على تحمل المسؤولية. وأخيراً العناصر الاجتماعية: كعلاقة الأخصائي الاجتماعي مع الفريق الطبي بالمستشفى بما فيهم الطبيب المعالج، وعلاقته مع إدارة المستشفى وبقية العاملين، وعلاقته المهنية مع المرضى وأسرهم ومختلف المراجعين للمستشفى.
وقد أشار سلطان (2003) إلى الأبعاد التي يمكن من خلالها أن يٌميز أداء الأخصائي الاجتماعي، وهي: أولاً الجهد المبذول: ويقصد به كمية الجهد أو مقدار الطاقة الجسمية أو العقلية التي يبذلها الأخصائي الاجتماعي في المستشفى أثناء قيامه بمهام عمله في فترة زمنية معينة، والتي من خلالها يظهر أثر ذلك الجهد للطبيب المعالج أو الفريق الطبي، أو ينعكس ايجاباً على المريض. ثانياً نوعية الجهد: يقصد بها مدى الدقة والمهارة والابتكار والسرعة التي يتسم بها الأخصائي الاجتماعي في الجهد الذي يقوم به أثناء عمله مع الفريق الطبي في المستشفيات، أو أثناء تعامله مع مختلف الحالات المرضية. ثالثاً نمط الأداء: وهو الأسلوب التي ينفذ به الأخصائي الاجتماعي مهام عمله.
ويتأثر الأداء المهني بالكثير من العوامل الناتجة من الأخصائي الاجتماعي نفسه، أو من العمل الذي يؤديه، أو من الأنظمة والقوانين الموجودة بالمستشفى، ويمكن تصنيف هذه العوامل إلى نوعين، أحدهما يتعلق بالعوامل المرتبطة بالسياسات التنظيمية داخل المستشفى، مثل: مرونة وطبيعة العمل الذي يؤديه الأخصائي الاجتماعي، وأنماط السلطة في المستشفى، ودرجة الرضا الوظيفي، وأساليب التحفيز والتقييم، والعامل الثاني يتعلق بالعوامل الشخصية للأخصائي الاجتماعي، مثل: الجنس والعمر ومدة الخدمة، أو خبرة الأخصائي الاجتماعي في المجال، وسمات الشخصية، ومستوى التعليم، والقيم والدافعية لديه )عبد الباقي، 2003).
ويرى الباحث أن الأخصائي الاجتماعي في أدائه المهني يتعامل مع فريق من العمل مختلف التخصصات والمهام الوظيفية، إضافةً إلى تعامله مع المريض وأسرته، ومع إدارة المستشفى، فهو يحاول بذلك العمل مع مختلف هذه الفئات للمشاركة في تحقيق الهدف العام للمؤسسة الطبية في الوصول إلى شفاء المريض وسعادته.
ويعد تقييم الأداء المهني للأخصائيين الاجتماعيين في المجال الطبي وسيلة من وسائل تطوير العمل، كونه يحث على بذل مزيداً من الجهد، ويساعد في الكشف على نقاط القوة والضعف لديهم، كما أن عملية تقييم الأداء ليست هدفاً بحد ذاتها، وإنما وسيلة من وسائل الحكم على عمل الأخصائي الاجتماعي بواسطة تقييم أدائه الفعلي، وتقييم ما يجب عليه أن يكون هذا الأداء (الحميدي، 2010). ويقصد بعملية تقييم الأداء المهني مراجعة وتقييم أداء الأخصائي الاجتماعي من أجل تطويره مهنياً، وذلك عن طريق متابعة دورية لأداه المهني (محمد، 2014)، كما يشمل تقييم الأداء للأخصائي الاجتماعي علاقاته مع زملائه في العمل وعلاقته مع الفريق الطبي، وقد يكون الطبيب المعالج أحد أدوات التقييم، وذلك لارتباط عمل الأخصائي الاجتماعي مع عمل الطبيب في كثير من الحالات المرضية (ديري، 2011).
الدراسات السابقة
قام الباحث باستعراض الدراسات السابقة التي تناولت متغير الدراسة الحالية مرتبة تنازليا من الأقدم إلى الأحدث.
قام ميجان (Megan, 2002) بدراسة هدفت إلى معرفة آراء كل من الأطباء والممرضين والأخصائيين الاجتماعيين الطبيين نحو الأداء المهني للأخصائي الاجتماعي الطبي، وتكونت عينة الدراسة من (16 طبيباً وطبيبة، و28 ممرضاً، و14أخصائي اجتماعي طبي). وقد طبقت الدراسة في مستشفى (Fountain Valley Regional Hospital Southern) بكاليفورنيا. وقد كشفت الدراسة عن وجود مستوى مرتفع نحو الأداء المهني للأخصائي الاجتماعي الطبي من وجهة نظر الأطباء والممرضين.
وأجرى جولي (Julie, 2003) دراسة هدفت إلى التعرف على مدى فهم الأطباء والأخصائیین الاجتماعیین كل منهما تجاه عمل الآخر ودوره المهني، وتكونت عینة الدراسة من (50 طبیب، و 54 أخصائي اجتماعي طبي، من 12 مستشفى یعملون في أقسام العنایة الفائقة في مدینة نیویورك)، وكشفت الدراسة عن ضعف مستوى الأداء المهني للأخصائي الاجتماعي من وجهة نظر الأطباء، وضعف دور الأخصائي الاجتماعي في تقديم الخدمات الإرشادية للمريض وأسرته.
كما أجرى المطيري (2004) دراسة هدفت إلى معرفة نظرة الأطباء السعوديين إلى الأداء المهني للعاملين في الخدمة الاجتماعية والتخصصات المشابهة لهم مثل العاملين في الارشاد النفسي، وشملت عينة الدراسة (255) من الأطباء العاملين في المستشفيات الحكومية بمدينة الرياض، ومن أبرز ما توصلت إليه هو ضعف مستوى الأداء المهني للعاملين في الخدمة الاجتماعية والإرشاد النفسي وضرورة مشاركتهم في الأداء المهني مع الفريق الطبي، وعدم العمل بشكل منفصل.
دراسة الشيباني (2006) التي هدفت إلى الكشف عن العوامل المؤثرة على أداء العاملين في أقسام الخدمة الاجتماعية بالمجال الطبي، حيث تم تطبيق الدراسة في مجمع الرياض الطبي بالمملكة العربية السعودية، وتكونت العينة من جميع أفراد مجتمع الدراسة والبالغ عددهم (15) أخصائي وأخصائية اجتماعية. وأظهرت الدراسة مجموعة من النتائج منها ضعف الأداء المهني للأخصائيين الاجتماعيين نتج عنه عدم تقبل الأطباء للعمل مع الأخصائيين الاجتماعيين والأخصائيات الاجتماعيات، ووجود جملة من الصعوبات التي تواجه الأخصائيين الاجتماعيين والأخصائيات الاجتماعيات في تكوين علاقات مهنية مع المرضى، مع وجود معوقات مهنية خاصة بالنظام الإداري.
أما أبو حمور (2010) فقد قامت بدراسة هدفت إلى معرفة الدور الذي يقوم به الأخصائي الاجتماعي الطبي في المستشفيات الأردنية، والصعوبات التي تواجهه أثناء القيام بمهامه الوظيفية من وجهة نظر الأطباء. تم تطبيق الدراسة في مستشفيين، أحدهما مستشفى البشير الحكومي وكان حجم عينة الأطباء (75) طبيب وطبيبة، وحجم العينة من الأطباء في مستشفى الأردن الخاص (73) طبيب وطبيبة. وكشفت الدراسة عن وجود ضعف في مستوى الأداء المهني للأخصائي الاجتماعي، وضعف مخرجات الجامعات الأردنية في تخصص العمل الاجتماعي، إضافةً إلى عدم وجود سياسات واضحة من قبل وزارة الصحة.
وأجرى الربيعان (2014) دراسة هدفت إلى معرفة مدى رضا الأطباء عن الأخصائي الاجتماعي الطبي في مستشفيات محافظة القريات الحكومية، وقد قام بتطبيق الدراسة في المستشفيات الحكومية بمحافظة القريات بالمملكة العربية السعودية، وبلغت عينة الدراسة (160) طبيب وطبيبة من العاملين في مستشفيات مجتمع الدراسة. ومن أبرز ما كشفت عنه الدراسة ارتفاع مستوى رضا الأطباء عن الدور المهني الذي يقوم به الأخصائي الاجتماعي الطبي في المستشفيات، كما أظهرت وجود مستوى مرتفع من الأداء المهني في العلاقة بين الفريق الطبي والأخصائي الاجتماعي الطبي والعمل بروح الفريق.
دراسة أبو العدوس (2017)، التي هدفت إلى التعرف على دور الأخصائي الاجتماعي الطبي مع مرضى - السرطان وأسرهم والمجتمع، ومعرفة الصعوبات التي تعيق دور الأخصائي الاجتماعي ومقترحاتهم تحسين وتطوير دورهم مع مرضى السرطان، أستخدم الباحث المنهج الكمي النوعي، وذلك باعتماد الاستبانة في المنهج الكمي وتم أخذ عينة من 151 باستخدام أسلوب المعاينة الطبقية العشوائية، كما قام الباحث بإجراء (11) مقابلة مع الأخصائيين الاجتماعيين للتعرف على أدوار الأخصائي الاجتماعي الطبي. ومن أبرز ما توصلت إليه الدراسة ضعف دور الأخصائي الاجتماعي في المتابعة اللاحقة للمرضى بعد خروجه من المستشفى، إضافة لعدم وضوح الدور الذي يقوم الأخصائيين الاجتماعين في المجال الطبي.
وهدفت دراسة (الحربي، 2020) إلى التعرف على معوقات الأداء المهني للأخصائي الاجتماعي الطبي في مراكز الرعاية الصحية الأولية بمدينة مكة المكرمة، وهي دراسة وصفية، واستخدمت الباحثة منج المسح الاجتماعي عن طريق حصر جميع الأخصائيين الاجتماعيين والبالغ عددهم 36 أخصائي اجتماعي، وقد تم توزيع الاستبانة على عينة الدراسة، ومن أبرز ما توصلت إليه الباحثة وجود عدد من المعوقات التي تواجه الأخصائي الاجتماعي أثناء ممارسته لمهام العمل والتي يعود منها إلى الأخصائي الاجتماعي نفسه من حيث نقص الخبرة والإعداد وعامل اللغة، إضافة إلى وجود بعض الصعوبات المتعلقة بالعمل مع الفريق الطبي وصعوبات إدارية .
وأجرى العنزي (2022) دراسة بعنوان الأداء المهني للأخصائي الاجتماعي مع الفريق العلاجي في المستشفيات، وهدفت دراسته إلى تحديد طبيعة الأدوار التي يقوم بها الأخصائي الاجتماعي في المجال الطبي أثناء عمله مع الفريق العلاجي بالمستشفيات. استخدم الباحث المنهج الوصفي، وقام بتطبيق الاستبانة على عدد من الأخصائيين الاجتماعيين. ومن أبزر نتائج الدراسة هو تحديد طبيعة الأدوار التي يقوم بها الأخصائي مع الفريق الطبي في المستشفى وطبيعة الدور الذي يقوم به مع المرضى، ودور مع إدارة المستشفى، كما أوضحت الدراسة إلى وجود نقص في مستوى الخبرة والممارسة لدى الأخصائيين الاجتماعيين أثناء ممارسة طبيعة العمل مع الفريق الطبي.
كما هدفت دراسة كل من الغابش، والغامدي (2023) إلى التعرف على مدى تقبل الأطباء لدور الأخصائي الاجتماعي الطبي في المستشفيات بمحافظة جدة، والكشف عن الصعوبات التي تواجه الأخصائي الاجتماعي الطبي أثناء تأديته لدوره، ودور الأخصائي الاجتماعي الطبي في المستشفيات من وجهة نظر الأطباء. وقد استخدم الباحثان المنهج الوصفي، وتكونت عينة الدراسة من (110) طبيب وطبيبة. ومن أبرز نتائج الدراسة هو عدم وضوح دور الأخصائي الاجتماعي الطبي لجميع الأطباء، وأهمية تفعيل الدور الاجتماعي والنفسي لمهام الأخصائي الاجتماعي الطبي، إضافة إلى توفير ميزانية خاصة لمهام العمل تمكنه في تقديم المساعدات ودعم المرضى المحتاجين.
دراسة رزق (2025) وهدفت إلى تحديد الدور المهني للأخصائي الاجتماعي في مدينة جدة كما يراه الأطباء، إضافة إلى الصعوبات والمعوقات التي تواجه الأخصائي الاجتماعي أثناء عمله بالمستشفيات. وقد استخدم الباحث المنهج الوصفي، وتم تطبيق الاستبانة على عينة من الأطباء بلغت 110 من الأطباء في ثلاثة مستشفيات في محافظة جدة، وقد أظهرت الدراسة ضعف دور الأخصائي الاجتماعي بالعمل مع الفريق الطبي المعالج، كما برز دور الأخصائي الاجتماعي في كتابة التقارير عن المرضى، كما أوضحت النتائج أن من أكثر المعوقات والتحديات التي تواجه الأخصائي الاجتماعي هو عدم المعرفة العلمية والخبرة بطبيعة الأمراض.
التعقيب على الدراسات السابقة
تنوعت الدراسات السابقة التي تناولت موضوع الأداء المهني للأخصائي الاجتماعي من حيث تنوع المجتمعات وعينات الدراسة والتباين في النتائج. فقد اتفقت دراسات كل من دراسة ميجان (Megan, 2002)، ودراسة الربيعان (2014) في وجود مستويات مرتفعة من الأداء المهني للأخصائيين الاجتماعيين، وفي المقابل كانت مستويات الأداء المهني للأخصائي الاجتماعي منخفضة في دراسات كل من جولاي (Julie, 2003) والمطيري (2004) وأبو حمور (2010) ورزق (2025) والغابش والغامدي (2023)، أما دراسة العنزي (2022) فقد توجهت لتحديد طبيعة المهام التي يقوم بها الأخصائيين الاجتماعيين في المستشفيات، وكشفت الدراسة عن وجود مستوى ضعيف من الأداء المهني حسب وجهة نظر الأطباء.
الطريقة والإجراءات
منهج الدراسة
استخدمت الدراسة الحالية المنهج الوصفي وذلك لملائمته لأهداف وطبيعة الدراسة حيث تهدف على معرفة مستوى الأداء المهني للأخصائيين الاجتماعيين من وجهة نظر الأطباء في مستشفيات سلطنة عُمان من خلال وصف الظاهرة وصفا كميا (الديب، 2020)
مجتمع الدراسة
يتألف مجتمع الدراسة من جميع الأطباء العرب العاملين في بعض مستشفيات سلطنة عُمان (مستشفى نزوى المرجعي، والمستشفى السلطاني، ومستشفى خولة، ومستشفى المسرة، ومستشفى إبراء، ومستشفى جامعة السلطان قابوس)، والبالغ عددهم قرابة ((1840 طبيب وطبيبة، حسب إحصائية وزارة الصحة لعام 2023 (وزارة الصحة، 2024).
عينة الدراسة
تم اختيار عينة الدراسة من الأطباء العرب العاملين في مستشفيات مجتمع الدراسة، وذلك باستخدام الطريقة المتيسرة. حيث تم توزيع (350) استبانة، وبسبب مواجهة الباحث لمجموعة من الصعوبات؛ منها انشغال الأطباء بالحالات المرضية، والاجتماعات وورش العمل، واعتذار البعض عن التطبيق، إضافةً إلى استبعاد عدد من الاستبانات لعدم مناسبتها للتحليل الاحصائي، فقد استرجع الباحث (226) استبانة موزعة حسب متغيرات الدراسة، كما هو موضح في الجدول التالي:
جدول (1)
التكرارات والنسب المئوية حسب متغيرات الدراسة
| الفئات | التكرار | النسبة |
|---|---|---|---|
الجنس | ذكر | 139 | 61.5 |
انثى | 87 | 38.5 | |
العمر | 35 سنة فاقل | 93 | 41.2 |
36 سنة الى 45 سنة | 89 | 39.4 | |
46 سنة فأكثر | 44 | 19.5 | |
المستشفى | مستشفى نزوى | 66 | 29.2 |
مستشفى جامعة السلطان قابوس | 30 | 13.3 | |
مستشفى إبراء | 24 | 10.6 | |
مستشفى خولة | 32 | 14.2 | |
مستشفى المسرة | 30 | 13.3 | |
المستشفى السلطاني | 44 | 19.5 | |
المسمى الوظيفي | طبيب عام | 77 | 34.1 |
أخصائي | 84 | 37.2 | |
استشاري | 14 | 6.2 | |
غير ذلك | 51 | 22.6 | |
| المجموع | 226 | 100.0 |
أداوت الدراسة
من أجل تحقيق أهداف الدراسة؛ قام الباحث بتعديل واستخدام المقياس الذي استخدمه الربيعان (2014)، وهو مقياس مخصص لقياس الأداء المهني للأخصائي الاجتماعي من وجهة نظر الأطباء. حيث تكون من (34) فقرة مقسمة إلى (4) أبعاد وهي البعد الأول دور الأخصائي الاجتماعي الطبي في التعامل مع المرضى وأسرهم، والبعد الثاني العلاقة بين الأخصائي الاجتماعي الطبي والأطباء، والبعد الثالث علاقة الأخصائي الاجتماعي الطبي مع الإدارة، أما البعد الرابع يشمل العلاقة بين الأخصائي الاجتماعي الطبي ومؤسسات المجتمع المحلي.
الصدق والبناء
الصدق الظاهري
من أجل التحقق من صدق المقياس ومدى ملائمته لأهداف الدراسة الحالية، قام الباحث بعرض المقياس بصورته الأولية، كما هو مبين في الملحق (أ) على (12) من المحكمين من ذوي الاختصاص في كل من جامعة السلطان قابوس، وجامعة نزوى في سلطنة عُمان للتأكد من الصياغة اللغوية، ومناسبة الفقرات لموضوع الدراسة، وتعديل ما يرونه مناسباً على فقرات المقياس، بالحذف أو التعديل أو الإضافة. وبعد الأخذ بآراء ما يقرب من (9) محكمين، تم تعديل بعض الفقرات وإعادة صياغتها، كما تم حذف (7) فقرات من المقياس ليناسب أغراض الدراسة الحالية. وأصبح المقياس يتكون من (27) فقرة موزعة على أربعة أبعاد كالتالي: دور الأخصائي الاجتماعي في التعامل مع المرضى يتكون من (5) فقرات، والعلاقة بين الأخصائي الاجتماعي والفريق الطبي يتكون من (12) فقرة، وعلاقة الأخصائي الاجتماعي مع إدارة المستشفى يتكون من (6) فقرات، والأخصائي الاجتماعي ومؤسسات المجتمع يتكون من (4) فقرات.
صدق البناء
لاستخراج دلالات صدق البناء للمقياس، تم حساب معاملات ارتباط مجالات المقياس، وحساب معاملات الارتباط البينية لمجالات المقياس، باستخدام معامل ارتباط بيرسون في عينة استطلاعية من خارج عينة الدراسة تكونت من (25) طبيب، وقد تراوحت معاملات الارتباط بين المجالات ما بين (.609-.93)، والجدول (2) يبين ذلك.
جدول (2)
معاملات الارتباط بين المجالاتببعضها والدرجة الكلية
| دور الأخصائي الاجتماعي في التعامل مع المرضى | العلاقة بين الأخصائي الاجتماعي والفريق الطبي | علاقة الأخصائي الاجتماعي مع إدارة المستشفى | الأخصائي الاجتماعي ومؤسسات المجتمع | الاداء المهني ككل |
دور الأخصائي الاجتماعي في التعامل مع المرضى | 1 |
|
|
|
|
العلاقة بين الأخصائي الاجتماعي والفريق الطبي | .653** | 1 |
|
|
|
علاقة الأخصائي الاجتماعي مع إدارة المستشفى | .609** | .762** | 1 |
|
|
الاخصائي الاجتماعي ومؤسسات المجتمع | .704** | .609** | .743** | 1 |
|
الاداء المهني ككل | .814** | .933** | .888** | .810** | 1 |
* دالة إحصائيا عند مستوى الدلالة (0.05). ** دالة إحصائيا عند مستوى الدلالة (0.01).
ثانياً: ثبات مقياس الأداء المهني
للتأكد من ثبات مقياس الدراسة، فقد تم التحقق بطريقة الاختبار (test) على مجموعة من خارج عينة الدراسة مكوّنة من (25) طبيب، من خلال حساب معامل الثبات بطريقة الاتساق الداخلي حسب معادلة كرونباخ ألفا، والجدول رقم (2) يبين معامل الاتساق الداخلي وفق معادلة كرونباخ ألفا.
جدول (3)
معامل الاتساق الداخلي كرونباخ ألفا وثبات الإعادة للمجالات والدرجة الكلية
المجال | الاتساق الداخلي |
دور الأخصائي الاجتماعي في التعامل مع المرضى | 0.70 |
العلاقة بين الأخصائي الاجتماعي والفريق الطبي | 0.85 |
علاقة الأخصائي الاجتماعي مع إدارة المستشفى | 0.75 |
الأخصائي الاجتماعي ومؤسسات المجتمع | 0.71 |
الاداء المهني ككل | 0.92 |
تصحيح مقياس الدراسة:
يتكون مقياس الأداء المهني بصورته النهائية من 27 فقرة موزعة على أربع مجالات، يستجيب الطبيب عليها وفق تدريج خماسي يشتمل على البدائل التالية (موافق بشدة، موافق، محايد، غير موافق، غير موافق بشدة). وقد أخذت الدرجات التالية (5، 4، 3، 2، 1) وهذه الدرجات تنطبق على فقرات المقياس ذات الاتجاه الموجب وهي( 1، 2، 3، 4، 5، 6، 7، 8، 9، 10، 11، 12، 13، 14، 15، 16، 17، 18، 19، 20، 21، 22، 23، 26، 27)، أما الفقرات ذات الاتجاه السالب وهي (24، 25)، فقد أخذت الدرجات التالية (1، 2، 3، 4، 5) وبذلك تتراوح درجات المقياس ككل بين (27- 135) درجة؛ بحيث كلما ارتفعت الدرجة كان ذلك مؤشراً على زيادة مستوى الأداء المهني للأخصائيين الاجتماعيين من وجهة نظر الأطباء، وقد صنف الباحث استجابات أفراد الدراسة إلى ثلاث مستويات على النحو التالي:
مستوى منخفض من الأداء المهني وتعطى للدرجة التي تتراوح من (2.49 فأقل)، ومستوى متوسط من الأداء وتعطى للدرجة التي تتراوح بين ( 2.50 – 3.49 )، ومستوى مرتفع من الأداء وتعطى للدرجة من ( 3.50 فأكثر)
إجراءات الدراسة:
- بعد الإطلاع على الأدب النظري والدراسات السابقة قام الباحث بتطوير مقياس الدراسة بالصورة النهائية والمتمثل في مقياس الأداء المهني، وذلك بعد التأكد من دلالات الصدق والثبات للمقياس.
- اختيار عينة الدراسة بالطريقة المتيسرة بعد تحديد العدد الكلي لمجتمع الدراسة أثناء إجرائها في العام 2024–2025 م.
- توزيع أدوات الدراسة على أفراد العينة، مع توضيح طبيعة وأهداف الدراسة والحث على ضرورة توخي الدقة في تعبئة البيانات الأولية والاستجابة على جميع فقرات المقياس مع التأكيد بأن المعلومات لن تستخدم إلا لأغراض البحث فقط.
- جمع أداة الدراسة بعد استجابة الأطباء، والتأكد من صلاحيتها، مع استبعاد الاستبانات غير الصالحة للتحليل الإحصائي.
- إدخال البيانات، وإجراء المعالجات الإحصائية المناسبة حسب أسئلة الدراسة، بهدف استخلاص النتائج والخروج بتوصيات الدراسة انطلاقاً من نتائجها.
المعالجة الإحصائية
تم معالجة للبيانات في هذه الدراسة باستخدام برنامج الرزمة الإحصائية للعلوم الاجتماعية (SPSS)، وفق التالي:
للإجابة عن السؤال الأول: تم استخراج المتوسطات الحسابية والانحرافات المعيارية لمستوى الأداء المهني للأخصائيين الاجتماعيين من وجهة نظر الأطباء في مستشفيات سلطنة عُمان
وللإجابة عن السؤال الثاني: ثم إجراء تحليل التباين الرباعي حسب متغيرات الدراسة: الجنس والعمر والمستشفى والمسمى الوظيفي. كما تم إجراء المقارنات البعدية لطريقة شفيه لأثر المستشفى على الأداء المهني.
نتائج الدراسة
السؤال الأول: ما مستوى الأداء المهني للأخصائيين الاجتماعيين من وجهة نظر الأطباء في مستشفيات سلطنة عُمان؟
للإجابة عن هذا السؤال، تم استخراج المتوسطات الحسابية والانحرافات المعيارية لمستوى الأداء المهني للأخصائيين الاجتماعيين من وجهة نظر الأطباء في مستشفيات سلطنة عُمان، والجدول (4) يوضح ذلك.
جدول (4)
المتوسطات الحسابية والانحرافات المعيارية لمستوى الأداء المهني للأخصائيين الاجتماعيين من وجهة نظر الأطباء في مستشفيات سلطنة عُمان مرتبة تنازلياً حسب المتوسطات الحسابية
الرتبة | الرقم | المجال | الوسط الحسابي | الانحراف المعياري | المستوى |
|---|---|---|---|---|---|
1 | 1 | دور الأخصائي الاجتماعي في التعامل مع المرضى | 4.08 | .556 | مرتفع |
2 | 3 | علاقة الأخصائي الاجتماعي مع إدارة المستشفى | 3.94 | .545 | مرتفع |
3 | 2 | العلاقة بين الأخصائي الاجتماعي والفريق الطبي | 3.79 | .455 | مرتفع |
4 | 4 | الأخصائي الاجتماعي ومؤسسات المجتمع | 2.91 | .552 | متوسط |
|
| الاداء المهني ككل | 3.68 | .387 | مرتفع |
يبين الجدول (4)، أن الأوساط الحسابية قد تراوحت ما بين (2.91-4.08)، حيث جاء مجال دور الأخصائي الاجتماعي في التعامل مع المرضى في المرتبة الأولى بأعلى وسط حسابي بلغ (4.08)، بينما جاء مجال الأخصائي الاجتماعي ومؤسسات المجتمع في المرتبة الأخيرة وبوسط حسابي بلغ (2.91)، وبلغ الوسط الحسابي للأداء المهني ككل (3.68).
ويمكن تفسير هذه النتيجة من خلال النظر إلى كل مجال من مجالات المقياس على حدة، حيث حصل مجال دور الأخصائي الاجتماعي في التعامل مع المرضى على المرتبة الأولى، ويمكن أن يُرجع الباحث ذلك إلى طبيعة العلاقة القائمة بين الأخصائيين الاجتماعيين والمرضى الذين يتعاملون معهم، حيث يسود العلاقة الود، والاحترام، والثقة المتبادلة بين الطرفين، وتقبل الأخصائي الاجتماعي للعمل مع المريض كما هو عليه.
كما جاء مجال علاقة الأخصائي الاجتماعي مع إدارة المستشفى في المرتبة الثانية، ويمكن أن يعزو ذلك الباحث إلى أن الإشراف على الأخصائيين الاجتماعيين في بعض مستشفيات الدراسة يكون من قبل مدير المستشفى بشكل مباشر، ولا توجد أقسام خاصة بذلك، إضافةً إلى محدودية الصلاحيات الممنوحة للأخصائيين الاجتماعيين، والتي يترتب عليه الرجوع إلى إدارة المستشفى في كثير من المهام والمسؤوليات والأعمال التي يقومون بها والمشكلات التي قد تواجههم مع بعض الحالات المرضية مع مراعاة سرية المعلومات للمريض، وتختلف هذه النتيجة مع دراسة الحربي (2020) التي أوضحت بأن النظام الإداري المتبع في المستشفيات، يعد من العوائق التي تعمل على إضعاف مستوى الأداء المهني للأخصائي الاجتماعي.
وجاء المجال الخاص بالعلاقة بين الأخصائي الاجتماعي والفريق الطبي في المرتبة الثالثة، ويكمن أن يعزو الباحث ذلك إلى أن الأخصائي الاجتماعي في كثير من الحالات المرضية التي يتعامل معها يتم تحويلها من قبل الفريق الطبي، وهنا تتضح لديهم مدى القدرة والكفاءة التي قد يتمتع بها الأخصائي الاجتماعي أثناء عمله مع الحالات المرضية.
أما المجال الرابع والمتعلق بالأخصائي الاجتماعي ومؤسسات المجتمع، فقد جاء في المرتبة الأخيرة وبمستوى متوسط، ويمكن أن يفسر الباحث ذلك من خلال السياسات التي تنتهجها وزارة الصحة في هذا المجال، من حيث تعدد المسميات الوظيفية للأخصائي الاجتماعي مع ممارسة نفس الأدوار والمهام الوظيفية، وتوظيف كل من خريجي تخصصات علم الاجتماع والعمل الاجتماعي وعلم النفس والإرشاد النفسي لنفس المهام الوظيفية.
وبشكل عام فقد يفسر الباحث أسباب ارتفاع مستوى الأداء المهني للأخصائيين الاجتماعيين – بالرغم من وجود مجموعة من الضغوط - إلى البرامج التدريبية وورش العمل المتخصصة المنفذة في المجال الاجتماعي والنفسي، والندوات والمحاضرات التي تنفذها المستشفيات أو على مستوى المحافظة أو وزارة الصحة بشكل عام، وملاحظة الفريق الطبي لأهمية الدور المهني الذي يقوم به الأخصائيين الاجتماعيين.
وتتفق هذه النتيجة مع دراسات كل دراسة ميجان (Megan, 2002) ودراسة الربيعان (2014)، حيث أكدت على ارتفاع مستوى الأداء المهني للأخصائي الاجتماعي.
فيما اختلفت هذه النتيجة مع نتائج دراسات كل من رزق (2025) ودراسة الغابش والغامدي (2023) ودراسة جولي (Julie 2003)، حيث أشارت جميعها إلى ضعف مستوى الأداء المهني للأخصائي الاجتماعي.
السؤال الثاني: هل توجد فروق ذات دلالة إحصائية عند مستوى الدلالة (α=05.0)في تقديرات أفراد عينة الدراسة حول مستوى الأداء المهني من وجهة نظر الأطباء في مستشفيات سلطنة عٌمان تبعاً للمتغيرات (الجنس، والمستشفى، والمسمى الوظيفي، والعمر)؟
للإجابة عن هذا السؤال؛ تم استخدام تحليل التباين الرباعي المتعدد على المجالات، كما في الجدول (5) وتحليل التباين الرباعي للأداة ككل، الجدول (6).
جدول (5)
تحليل التباين الرباعي المتعدد لأثر الجنس، والمستشفى، والمسمى الوظيفي، والعمر على مجالات مقياس الأداء المهني
مصدر التباين | المجالات | مجموع المربعات | درجات الحرية | وسط المربعات | قيمة ف | الدلالة الإحصائية |
|---|---|---|---|---|---|---|
الجنس | دور الأخصائي الاجتماعي في التعامل مع المرضى | .013 | 1 | .013 | .043 | .836 |
هوتلنج=.015 | العلاقة بين الأخصائي الاجتماعي والفريق الطبي | .014 | 1 | .014 | .080 | .778 |
ح=.525 | علاقة الأخصائي الاجتماعي مع إدارة المستشفى | .060 | 1 | .060 | .211 | .646 |
| الأخصائي الاجتماعي ومؤسسات المجتمع | .557 | 1 | .557 | 2.025 | .156 |
المستشفى | دور الأخصائي الاجتماعي في التعامل مع المرضى | 5.105 | 5 | 1.021 | 3.443 | .005 |
ويلكس=.625 | العلاقة بين الأخصائي الاجتماعي والفريق الطبي | 5.063 | 5 | 1.013 | 5.842 | .000 |
ح=.000 | علاقة الأخصائي الاجتماعي مع إدارة المستشفى | 3.323 | 5 | .665 | 2.333 | .043 |
| الاخصائي الاجتماعي ومؤسسات المجتمع | 6.744 | 5 | 1.349 | 4.900 | .000 |
المسمى الوظيفي | دور الأخصائي الاجتماعي في التعامل مع المرضى | .157 | 3 | .052 | .177 | .912 |
ويلكس=.943 | العلاقة بين الأخصائي الاجتماعي والفريق الطبي | .880 | 3 | .293 | 1.692 | .170 |
ح=.405 | علاقة الأخصائي الاجتماعي مع إدارة المستشفى | 1.191 | 3 | .397 | 1.394 | .246 |
| الأخصائي الاجتماعي ومؤسسات المجتمع | .570 | 3 | .190 | .690 | .559 |
العمر | دور الأخصائي الاجتماعي في التعامل مع المرضى | .698 | 2 | .349 | 1.177 | .310 |
ويلكس=.898 | العلاقة بين الأخصائي الاجتماعي والفريق الطبي | .118 | 2 | .059 | .341 | .711 |
ح=.003 | علاقة الأخصائي الاجتماعي مع إدارة المستشفى | .591 | 2 | .296 | 1.038 | .356 |
| الأخصائي الاجتماعي ومؤسسات المجتمع | 2.277 | 2 | 1.138 | 4.136 | .017 |
الخطأ | دور الأخصائي الاجتماعي في التعامل مع المرضى | 63.456 | 214 | .297 |
|
|
| العلاقة بين الأخصائي الاجتماعي والفريق الطبي | 37.090 | 214 | .173 |
|
|
| علاقة الأخصائي الاجتماعي مع إدارة المستشفى | 60.957 | 214 | .285 |
|
|
| الأخصائي الاجتماعي ومؤسسات المجتمع | 58.907 | 214 | .275 |
|
|
الكلي | دور الأخصائي الاجتماعي في التعامل مع المرضى | 69.629 | 225 |
|
|
|
| العلاقة بين الأخصائي الاجتماعي والفريق الطبي | 46.598 | 225 |
|
|
|
| علاقة الأخصائي الاجتماعي مع إدارة المستشفى | 66.846 | 225 |
|
|
|
| الأخصائي الاجتماعي ومؤسسات المجتمع | 68.623 | 225 |
|
|
|
يتبين من الجدول رقم (5) الآتي:
- عدم وجود فروق ذات دلالة إحصائية (a = 0.05) تعزى لأثر الجنس في جميع المجالات.
- وجود فروق ذات دلالة إحصائية (a = 0.05) تعزى لأثر المستشفى في جميع المجالات، ولبيان الفروق الزوجية الدالة إحصائيا بين المتوسطات الحسابية تم استخدام المقارنات البعدية بطريقة شفيه، كما هو مبين في الجدول (7).
- عدم وجود فروق ذات دلالة إحصائية (a = 0.05) تعزى لأثر المسمى الوظيفي في جميع المجالات.
- عدم وجود فروق ذات دلالة إحصائية (a = 0.05) تعزى لأثر العمر في جميع المجالات باستثناء مجال الاخصائي الاجتماعي ومؤسسات المجتمع، ولبيان الفروق الزوجية الدالة إحصائيا بين المتوسطات الحسابية؛ تم استخدام المقارنات البعدية بطريقة شفيه، كما هو موضح في الجدول رقم (8).
جدول (6)
تحليل التباين الرباعي لأثر الجنس، والمستشفى، والمسمى الوظيفي، والعمر على الأداء المهني
مصدر التباين | مجموع المربعات | درجات الحرية | متوسط المربعات | قيمة ف | الدلالة الإحصائية |
الجنس | .001 | 1 | .001 | .004 | .947 |
المستشفى | 1.657 | 5 | .331 | 2.340 | .043 |
المسمى الوظيفي | .541 | 3 | .180 | 1.272 | .285 |
العمر | .064 | 2 | .032 | .226 | .798 |
الخطأ | 30.311 | 214 | .142 |
|
|
الكلي | 33.683 | 225 |
|
|
|
يتبين من الجدول (6) التالي:
- عدم وجود فروق ذات دلالة إحصائية (a = 0.05) تعزى لأثر الجنس، حيث بلغت قيمة ف 0.004 وبدلالة إحصائية بلغت 0.947.
- وجود فروق ذات دلالة إحصائية (a = 0.05) تعزى لأثر المستشفى، حيث بلغت قيمة ف 2.340 وبدلالة إحصائية بلغت 0.043، ولبيان الفروق الزوجية الدالة إحصائيا بين المتوسطات الحسابية تم استخدام المقارنات البعدية بطريقة شفيه، كما هو مبين في الجدول (7).
- عدم وجود فروق ذات دلالة إحصائية (a = 0.05) تعزى لأثر المسمى الوظيفي، حيث بلغت قيمة ف 1.272 وبدلالة احصائية بلغت 0.285.
- عدم وجود فروق ذات دلالة إحصائية (a = 0.05) تعزى لأثر العمر، حيث بلغت قيمة ف 0.226 وبدلالة إحصائية بلغت 0.798.
جدول (7)
المقارنات البعدية بطريقة شفيه لأثر المستشفى على الأداء المهني
|
| الوسط الحسابي | مستشفى نزوى | مستشفى جامعة السلطان قابوس | مستشفى إبراء | مستشفى خولة | مستشفى المسرة | المستشفى السلطاني |
|---|---|---|---|---|---|---|---|---|
دور الاخصائي الاجتماعي في التعامل مع المرضى | مستشفى نزوى | 4.06 |
|
|
|
|
|
|
مستشفى جامعة السلطان قابوس | 4.24 | .18 |
|
|
|
|
| |
مستشفى إبراء | 4.00 | .06 | .24 |
|
|
|
| |
مستشفى خولة | 3.83 | .23 | .41* | .17 |
|
|
| |
مستشفى المسرة | 4.33 | .26 | .09 | .33 | .50* |
|
| |
المستشفى السلطاني
| 4.06 | .00 | .18 | .06 | .23 | .26 |
| |
العلاقة بين الاخصائي الاجتماعي والفريق الطبي | مستشفى نزوى | 3.94 |
|
|
|
|
|
|
مستشفى جامعة السلطان قابوس | 3.74 | .20 |
|
|
|
|
| |
مستشفى إبراء | 3.32 | .63* | .42* |
|
|
|
| |
مستشفى خولة | 3.69 | .25 | .05 | .37* |
|
|
| |
مستشفى المسرة | 4.00 | .06 | .26 | .68* | .31* |
|
| |
المستشفى السلطاني
| 3.80 | .14 | .06 | .48* | .11 | .20 |
| |
علاقة الاخصائي الاجتماعي مع إدارة المستشفى | مستشفى نزوى | 4.02 |
|
|
|
|
|
|
مستشفى جامعة السلطان قابوس | 3.71 | .31 |
|
|
|
|
| |
مستشفى إبراء | 3.90 | .11 | .20 |
|
|
|
| |
مستشفى خولة | 3.80 | .22 | .09 | .11 |
|
|
| |
مستشفى المسرة | 4.14 | .13 | .44* | .24 | .35 |
|
| |
المستشفى السلطاني
| 3.99 | .03 | .28 | .09 | .19 | .16 |
| |
الاخصائي الاجتماعي ومؤسسات المجتمع | مستشفى نزوى | 2.92 |
|
|
|
|
|
|
مستشفى جامعة السلطان قابوس | 2.59 | .32 |
|
|
|
|
| |
مستشفى إبراء | 3.09 | .18 | .50* |
|
|
|
| |
مستشفى خولة | 3.15 | .23 | .56* | .05 |
|
|
| |
مستشفى المسرة | 2.81 | .11 | .22 | .29 | .34 |
|
| |
المستشفى السلطاني
| 2.91 | .00 | .32 | .18 | .23 | .11 |
| |
الاداء المهني ككل | مستشفى نزوى | 3.83 |
|
|
|
|
|
|
مستشفى جامعة السلطان قابوس | 3.66 | .17 |
|
|
|
|
| |
مستشفى إبراء | 3.54 | .29* | .11 |
|
|
|
| |
مستشفى خولة | 3.66 | .17 | .01 | .12 |
|
|
| |
مستشفى المسرة | 3.92 | .09 | .26 | .37* | .26 |
|
| |
المستشفى السلطاني | 3.76 | .07 | .10 | .22 | .10 | .16 |
|
* دالة عند مستوى الدلالة ( = 0.05).
يتبين من الجدول (7) الآتي:
- وجود فروق ذات دلالة إحصائية (a = 0.05) بين مستشفى خولة من جهة وكل من مستشفى جامعة السلطان قابوس ومستشفى المسرة من جهة أخرى، وجاءت الفروق لصالح كل من مستشفى المسرة ومستشفى جامعة السلطان قابوس، في مجال دور الأخصائي الاجتماعي في التعامل مع المرضى.
- وجود فروق ذات دلالة إحصائية (a= 0.05) بين مستشفى إبراء من جهة وكل من مستشفى جامعة السلطان قابوس، ومستشفى نزوى، ومستشفى خولة، ومستشفى المسرة، والمستشفى السلطاني من جهة أخرى، وجاءت الفروق لصالح كل من مستشفى نزوى، ومستشفى جامعة السلطان قابوس، ومستشفى خولة، ومستشفى المسرة، والمستشفى السلطاني، وقد ظهرت فروق ذات دلالة إحصائية (a = 0.05) بين مستشفى خولة، ومستشفى المسرة، وجاءت لصالح مستشفى المسرة في العلاقة بين الأخصائي الاجتماعي والفريق الطبي.
- وجود فروق ذات دلالة إحصائية (a = 0.05) بين مستشفى المسرة، ومستشفى جامعة السلطان قابوس، وجاءت الفروق لصالح مستشفى المسرة، في مجال علاقة الأخصائي الاجتماعي مع إدارة المستشفى.
- وجود فروق ذات دلالة إحصائية (a = 0.05) بين مستشفى جامعة السلطان قابوس من جهة وكل من مستشفى إبراء ومستشفى خولة من جهة أخرى، وجاءت الفروق لصالح كل من مستشفى خولة ومستشفى إبراء، في مجال الأخصائي الاجتماعي ومؤسسات المجتمع.
- وجود فروق ذات دلالة إحصائية (a = 0.05) بين مستشفى إبراء من جهة وكل من مستشفى نزوى ومستشفى المسرة من جهة أخرى، وجاءت الفروق لصالح كل من مستشفى المسرة، ومستشفى نزوى في الأداء المهني ككل.
جدول (8)
المقارنات البعدية بطريقة شفيه لأثر العمر على مجال الأخصائي الاجتماعي ومؤسسات المجتمع
| المتوسط الحسابي | 35 سنة فاقل | 36 سنة الى 45 سنة | 46 سنة فأكثر |
35 سنة فاقل | 2.97 |
|
|
|
36 سنة الى 45 سنة | 2.81 | .17(*) |
|
|
46 سنة فأكثر | 2.99 | -.02 | -.18 |
|
* دالة عند مستوى الدلالة ( = 0.05).
يتبين من الجدول (8) وجود فروق ذات دلالة إحصائية ( = 0.05) بين فئة العمر 35 سنة فاقل و36 سنة الى 45 سنة، وقد جاءت الفروق لصالح فئة العمر 35 سنة فاقل.
وقدأوضحت النتائج إلى عدم وجود فروق ذات دلالة إحصائية لأثر الجنس في جميع المجالات، ويُرجع الباحث ذلك إلى إيمان جميع أعضاء الفريق الطبي (الذكور والإناث) بأهمية الأداء المهني للأخصائيين الاجتماعيين.
وتختلف هذه النتيجة مع نتائج دراسة دراسة الربيعان (2014) التي أشارت إلى وجود فروق في الأداء المهني بين الذكور والإناث، جاءت لصالح الإناث.
كما أوضحت النتائج وجود فروق ذات دلالة إحصائية في مستوى الأداء المهني تعزى لأثر المستشفى في جميع مجالات الأداء المهني، ويعزو الباحث ذلك إلى وجود بعض المستشفيات المتخصصة في الأمراض النفسية مثل مستشفى المسرّة، وقسم الطب السلوكي بمستشفى جامعة السلطان قابوس، كما توجد مستشفيات يوجد بها عدد كبير من الأخصائيين الاجتماعيين مقارنةً بالمستشفيات الأخرى؛ مثل المستشفى السلطاني ومستشفى المسرّة ومستشفى خولة وقسم الطب السلوكي بمستشفى جامعة السلطان قابوس.
حيث ظهرت الفروق في دور الأخصائي الاجتماعي في التعامل مع المرضى بين مستشفى خولة، ومستشفى جامعة السلطان قابوس، وبين مستشفى المسرّة، وجاءت الفروق لصالح كل من مستشفى المسرّة، ومستشفى جامعة السلطان قابوس، وذلك بسبب تخصص هذين المستشفيين في الأمراض النفسية.
كما كانت الفروق في العلاقة بين الأخصائي الاجتماعي والفريق الطبي بين مستشفى إبراء من جهة، وكل من مستشفى نزوى، ومستشفى جامعة السلطان قابوس، ومستشفى خولة، ومستشفى المسرّة، والمستشفى السلطاني من جهة أخرى، وكانت الفروق لصالح كل من مستشفى نزوى، ومستشفى جامعة السلطان قابوس، ومستشفى المسرة، ومستشفى خولة، والمستشفى السلطاني، وظهرت فروق بين مستشفى خولة، ومستشفى المسرّة، وكانت الفروق لصالح مستشفى المسرّة.
ويفسر الباحث ذلك بقدرة الأخصائي الاجتماعي في مستشفى نزوى - وهو المستشفى الذي يعمل به الباحث-، بالتواصل مع الفريق الطبي إلكترونياً باستخدام النظام الطبي الإلكتروني المعمول به والمسمى (الشفاء (3والذي يربط ملفات جميع المرضى إلكترونياً، كما يتم تحويل الحالات من وإلى الأخصائي الاجتماعي بالمستشفى بواسطة هذا النظام مما يسهل عملية التواصل مع الفريق الطبي في جميع الأوقات، وقد لا تتوفر هذه الخاصية لبقية الأخصائيين الاجتماعيين العاملين بالمستشفيات الأخرى فترة إجراء الدراسة.
أما في مجال علاقة الأخصائي الاجتماعي مع إدارة المستشفى، فقد كانت الفروق بين مستشفى المسرّة، ومستشفى جامعة السلطان قابوس، وجاءت الفروق لصالح مستشفى المسرّة، ويعزو الباحث ذلك إلى تخصص مستشفى المسرّة بالأمراض النفسية على مستوى سلطنة عُمان، وإلى وجود عدد كبير من الأخصائيين الاجتماعيين، وبمسميات وظيفية متعددة.
وفي مجال علاقة الأخصائي الاجتماعي بمؤسسات المجتمع، فقد كانت الفروق بين مستشفى إبراء، ومستشفى جامعة السلطان قابوس، ومستشفى خولة، وذلك لصالح مستشفى خولة، ويعزو ذلك الباحث إلى تخصص مستشفى خولة على مستوى السلطنة بأمراض العظام والكسور والإصابات الكبيرة الناتجة من الحوادث المرورية، والأمراض المزمنة ذات العلاقة، ويعمل الأخصائيين الاجتماعيين فيها بشكل مستمر على التواصل مع مؤسسات المجتمع من أجل دعم توفير بعض الأجهزة التعويضية.
أما على مستوى الأداء المهني ككل فقد جاءت الفروق لصالح كل من مستشفى نزوى ومستشفى المسرّة. حيث يعزو الباحث وهو الأخصائي الاجتماعي الوحيد بمستشفى نزوى إلى استخدام نظام (الشفاء3) مما يسهل عملية التواصل مع الفريق الطبي أثناء العمل مع الحالات المرضية المختلفة، من حيث القدرة على الاطلاع على الحالات في المستشفى والتسجيل على جميع الحالات التي يتم تحويلها من قبل الفريق الطبي إلكترونياً، كما أظهرت النتائج عدم وجود فروق ذات دلالة إحصائية تعزى لأثر المسمى الوظيفي، ويفسر الباحث ذلك بعمل الأخصائيين الاجتماعيين بنفس المهام مع جميع أعضاء الفريق الطبي دون النظر للمسمى الوظيفي. وتتفق هذه النتيجة مع دراسة الربيعان (2014) التي أشارت إلى عدم وجود فروق ذات دلالة إحصائية لأثر المسمى الوظيفي أثناء عمل الأخصائي الاجتماعي مع الفريق الطبي.
وأظهرت النتائج أيضاً عدم وجود فروق ذات دلالة إحصائية لأثر العمر في جميع المجالات، باستثناء المجال الخاص بالأخصائي الاجتماعي ومؤسسات المجتمع، حيث جاءت الفروق بين فئة العمر 35 سنة فأقل و 36 إلى 45 سنة، ولصالح الفئة العمرية (35 سنة فأقل)، وهم الفئة الأقل خبرة. وتختلف هذه النتيجة مع دراسة الربيعان (2014) التي أظهرت وجود فروق ذات دلالة إحصائية تعزى لأثر العمر في مجال الأخصائي النفسي ومؤسسات المجتمع جاءت لصالح الفئة التي تمتلك خبرة عملية تزيد عن 15 سنة.
التوصيات
في ضوء ما توصلت إليه الدراسة من نتائج يمكن للباحث أن يوصي بما يلي:
- دعم برامج وزارة الصحة للأخصائي الاجتماعي من خلال اعتماد مجموعة من البرامج التدريبية وورش العمل المتخصصة، مع ضرورة إشراك جميع الأخصائيين الاجتماعيين العاملين في المجال الطبي بالسلطنة.
- مراجعة أسس وضوابط توظيف الأخصائيين الاجتماعيين، مع الأخذ بالاعتبار المسميات الوظيفية، والتوزيع المتوازن للعاملين في هذا المجال لبعض المستشفيات.
- أهمية إنشاء قسم خاص في وزارة الصحة يعنى بالإشراف ومتابعة الأداء المهني للأخصائيين الاجتماعيين، والعمل على تنفيذ البرامج التدريبية المتخصصة.
- أهمية وجود التنسيق المشترك بين وزارة الصحة والجامعات والكليات التي تعمل على تخريج الأخصائيين الاجتماعيين، وذلك من أجل تشكيل الأساس المناسب لإعداد الأخصائيين الاجتماعيين وفق معايير العمل الميداني بالمجال الطبي.
- إجراء مزيد من الدراسات والبحوث في مجال عمل الأخصائيين الاجتماعيين بالمستشفيات في سلطنة عُمان.
المراجع العربية:
أبو العدوس، يوسف. (2017). دور الأخصائي الاجتماعي الطبي مع مرضى السرطان في الأردن [رسالة ماجستير، الجامعة الأردنية]. عمان، (دار المنظومة).
أبو حمور، شروق. (2010). دور الأخصائي الاجتماعي الطبي في المستشفيات الأردنية من وجهة نظر الأطباء [رسالة ماجستير، الجامعة الأردنية]. عمان، (دار المنظومة).
إبراهيم، نيفين. (2010). التطوير التنظيمي كمدخل لتحسين أداء الأخصائيين الاجتماعيين بالمستشفيات الجامعية. القاهرة.
الأحميدي، منصور. (2015). إسهام برنامج تدريب القيادات التربوية للمرشحين لوكالة مدارس التعليم العام بمحافظة الطائف في تطوير أدائهم المهني [رسالة ماجستير، جامعة أم القرى]. الرياض، مجلة كلية التربية، 31(4)، 397–428.
الحربي، حنان فيصل. (2020). معوقات الأداء المهني للأخصائي الاجتماعي الطبي في مراكز الرعاية الصحية الأولية بمدينة مكة المكرمة: دراسة وصفية تحليلية مطبقة بمراكز الرعاية الصحية الأولية على الأخصائيين الاجتماعيين [رسالة ماجستير، جامعة الملك عبد العزيز]. السعودية، (دار المنظومة).
الحفّاف، إيمان، والتميمي، نور. (2015). عادات العقل وعلاقتها بمستوى الأداء المهني لدى معلمات رياض الأطفال. عمان: مكتبة المجتمع العربي للنشر والتوزيع.
الديب، أحمد عبد الرحمن. (2020). مناهج البحث العلمي: أسس وتطبيقات. عمان، الأردن: دار المسيرة للنشر والتوزيع.
الدليمي، حاتم عبد الرزاق. (2019). السلوك التنظيمي: مدخل لتحليل السلوك الإنساني في المنظمات. الأردن: دار صفاء للنشر والتوزيع.
ديري، زاهد. (2011). الرقابة الإدارية. عمان: دار الميسرة للنشر والتوزيع.
رزق، آلاء عبد الحميد أحمد، و ميمش، سارة عادل أحمد. (2025). دور الأخصائي الاجتماعي كما يراه الأطباء: دراسة وصفية مطبقة على عينة من المستشفيات الحكومية والخاصة في مدينة جدة. مجلة مستقبل العلوم الاجتماعية، 20(2)، 199–240.
السلطان، محمد. (2003). السلوك التنظيمي. القاهرة: دار الجامعة الجديدة.
السرطاوي، محمود حسن. (2022). الإدارة والإنتاجية: مدخل معاصر. الأردن: دار اليازوري للنشر والتوزيع.
الشيباني، نورة. (2006). العوامل المؤثرة على أداء العاملين في أقسام الخدمة الاجتماعية بالمجال الطبي [رسالة ماجستير، جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية]. الرياض، المملكة العربية السعودية. (دار المنظومة).
العجمي، عبدالله أحمد. (2021). إدارة الأداء الوظيفي: الأسس والتطبيقات. عمان: دار المسيرة للنشر والتوزيع.
العلوي، ماجد بن محمد. (2017). دور الأخصائي الاجتماعي في المجال الطبي: دراسة ميدانية مطبقة على المستشفيات العامة بالعاصمة المقدسة. مجلة الخدمة الاجتماعية، 8(57)، 275–308.
القرني، علي. (2014). الذكاء الوجداني وعلاقته بمهارات الاتصال لدى المرشدين الطلابيين [رسالة ماجستير، جامعة الملك عبد العزيز]. المملكة العربية السعودية، (دار المنظومة).
الغابش، خالد عبد الرحمن، و الغامدي، خالد حمدان. (2023). دور الأخصائي الاجتماعي الطبي في المستشفيات من وجهة نظر الأطباء. المجلة العربية للآداب والدراسات الإنسانية، 7(28)، 695–742.
الربيعان، محمد. (2014). مدى رضا الأطباء عن أداء الأخصائي الاجتماعي في مستشفيات محافظة القريات الحكومية: دراسة ميدانية [رسالة ماجستير، الجامعة الأردنية]. الأردن، (دار المنظومة).
غرايبة، فيصل. (2008). الخدمة الاجتماعية الطبية – العمل الاجتماعي من أجل صحة الإنسان. عمان: دار وائل للنشر.
عطية، السيد عبد الباري. (2010). إدارة الأداء: مدخل الموارد البشرية. مصر: دار الفكر العربي.
عبد الباقي، صلاح الدين. (2003). السلوك التنظيمي – مدخل تنظيمي معاصر. الإسكندرية: دار الجامعة الجديدة.
اللوزي، موسى، والزهراني، عمر. (2012). العوامل المؤثرة في الأداء الوظيفي للعاملين بإمارة منطقة الباحة والمحافظات التابعة لها بالمملكة العربية السعودية. دراسات العلوم الإدارية، 1(37).
وزارة الصحة. (2022). التقرير السنوي الصحي لعام 2022. سلطنة عمان: دائرة الإحصاء الصحي.
وزارة الصحة. (2024). التقرير السنوي الصحي لعام 2023. سلطنة عمان: دائرة الإحصاء الصحي.
حسن، فراس، والشلبي، عبدالله. (2002). أثر الاندماج في الأداء المالي [رسالة ماجستير، جامعة الموصل]. العراق، (دار المنظومة).
المراجع الأجنبية:
Armstrong, M. (2020). Armstrong's handbook of performance management: An evidence-based guide to delivering high performance (6th ed.). Kogan Page.
Megan R. (2002). Medicl professionals, Perceptions of Social Workers in the hospital setting. Masters theses, California State University, Fullerton, Long Beach.
Julie, Robin. (2003). Experiences of Social Workers in pediatric Hospital environment affected by SARS. Masters theses, University of Toronto, Canada.