المقدمة: 

  التقدم والتطور هو نتاج جهود منظمة ومدروسة يقوم بها عدد من أصحاب القدرات الخاصة التي تمكنهم من التوصل لاكتشافات إبداعية في شتى المجالات. إن عملية استثمار الثروة البشرية ذات أهمية قصوى؛ لكون الإبداع الأداة الرئيسة للإنسان في مواجهة تحديات المستقبل، ويعد الاستثمار في المبدعين عملية مركبة يشترك فيها مؤسسات متعددة وإدارة واعية، وإن لم يتحقق ذلك فإن الطاقات والكفاءات البشرية تتسرب إلى حيث البيئة الملائمة، وهي ظاهرة "تزييف الأدمغة" التي عانت منها الدول العربية وقدرت خسارتها بعشرات المليارات من الدولارات (مكتب التربية العربي، 2001) أو اندثار تلك المواهب تحت ضغوط الحياة ومشاغلها، مع التنبه لخطورة المشكلة. حيث بدأت محاولات جادة في بعض الدول العربية لاستثمار الثروة البشرية وتكوين الكادر العلمي القادر على إنجاز التقدم والتطور المنشود من خلال مراكز ترعى المواهب والمبتكرين، ترتكز أهداف هذه المراكز الابتكارية على هدفين رئيسين، الأول: إيجاد التكامل مع المؤسسات الجامعية وتغطية النقص الذي تعاني منه، والثاني: إيجاد شبكة بحثية فوق جامعية Post-Graduate Network لانتقاء وتدريب الكفاءات القادرة على إحداث النمو والتطور. 

  أحد أبرز هذه المراكز هو "المركز العربي للموهوبين والمتفوقين بالأردن" الذي تأسس في حفل ختام الورشة الإقليمية حول تعليم الموهوبين والمتفوقين التي عقدت بعمان يناير 1996م، حيث تقوم فلسفته ورسالته على أنه هيئة عربية تربوية أكاديمية مهنية خيرية مستقلة تعنى بإنماء الموهبة والإبداع ورعاية الموهوبين والمتفوقين؛ إيمانا بأن الموهوبين والمتفوقين يمثلون رأس المال الحقيقي للأمة والرصيد الاستراتيجي لمستقبلها. تمثل أهدافه والتي تتشابه كثيرا مع العديد من المراكز المناظرة بالدول العربية ويتفق عليها مركز الابتكار بمسقط ويحقق البعض منها مركز "صناع عمان" وهي على النحو الآتي: 
1. عقد اللقاءات الدورية في صورة ندوات ودورات تدريبية ومؤتمرات متخصصة في مجال رعاية الموهوبين والمتفوقين.
2. العمل على وضع استراتيجية لرعاية الأطفال الموهوبين والمتفوقين بمختلف المراحل الدراسية.
3. زيادة الوعي والتعريف بحاجات الموهوبين والمتفوقين.
4. إعداد الكتيبات والنشرات الموجهة للأسرة بأساليب الكشف عن الموهوبين والمتفوقين. 
5. المساعدة في وضع برامج خاصة تساعد المعلم على تنمية التفكير الإبداعي والعلمي لدى طلابه.
6. إجراء البحوث والدراسات النظرية والتجريبية المتخصصة بميدان الموهبة والتفوق والإبداع. 
7. تطوير قاعدة معلومات وبيانات تشمل الأفراد والمؤسسات والبرامج المتخصصة بتعليم الموهوبين والمتفوقين (المجلس العربي للطفولة والتنمية، 2003).

  يرى بعض باحثي علوم التربية ومفكريها أن الموهوبين والمتفوقين يمكنهم منذ الصغر دراسة نفس المفاهيم والموضوعات التي يدرسها بقية الطلاب، ولكنهم يحتاجون إلى فرص ليندمجوا في المناهج الدراسية بمستوى أكثر تعقيدا، وأن المطلوب من المؤسسات التعليمية إتاحة الفرص للطلاب الموهوبين والمتفوقين التي تجعلهم متحمسين لاقتناصها (واينبرنر، 2016).

  ويشير المهتمون بتعليم الموهوبين فنيا إلى ضرورة إيجاد المناخ الإبداعي للطلاب ليمارسوا فيه تجاربهم وأفكارهم، وإذا اقترنت تلك الأساليب بطرق تدريس مبتكرة، فإن ذلك يعد تعليما نموذجيا (أبو نيان، 2002)  وأن إبداع المعلم وابتكاره لهما تأثير جوهري في إبداع الطلاب، ويشير إلى ضرورة تدرب المعلمين، حيث لا يعتمد تعليم الموهوبين فنيا على الطرق التقليدية، وإنما هنالك طرق جديدة تعتمد على الطالب بصفته أساس العملية التعليمية، ويرتكز دور المعلم أو المدرب على إعداد الخطة والأهداف، ومن ثم التوجيه والإرشاد، وإعطاء الطلاب الفرصة للتعبير عن الذات والتطبيق المتميز. 

  من خلال تواصل الباحثة مع مسؤولي مركز "صناع عمان" في سلطنة عُمان والتابع لمجمع الابتكار بمسقط، وملاحظة ما يتوفر به من إمكانات تقنية عالية في التصميم والتنفيذ لتصميمات على درجة عالية من الابتكارية يحققها توفر آلات والتكنولوجيا المتقدمة، كماكينات الليزر التي يمكن من خلالها إجراء تقنيات الحرق والحفر والقص، كذلك الطابعات الرقمية، والطابعات ثلاثية الأبعاد بأحجام متفاوتة ونظم متنوعة، جاءت فكرة الدراسة الحالية من اقتراح برنامج تدريبي للطلاب المتميزين لرفع قدرتهم وإمكاناتهم في تصميم وإنتاج موضة متقدمة.

مشكلة الدراسة: 

  تتحدد مشكلة الدراسة في إمكانية إعداد برنامج تدريبي لتنمية التفكير والتطبيق الابتكاري لدى الطالبات الفائقات والموهوبات ببرنامج تصميم الأزياء بجامعة نزوى على أن يتم إجراء البرنامج التدريبي بمركز "صناع عمان" التابع لمجمع الابتكار بمسقط لما يتوفر به من إمكانات تكنولوجية متقدمة. وتحاول الدراسة الحالية الإجابة على السؤال الرئيس، والذي ينص على ما يلي: "ما فاعلية البرنامج التدريبي المقترح في تصميم وإنتاج الموضة الابتكارية لطالبات برنامج تصميم الأزياء بسلطنة عُمان؟" والذي يتفرع إلى الأسئلة الآتية: 
1-ما فاعلية البرنامج التدريبي المقترح على تنمية المعارف والمفاهيم الخاصة بالموضة الابتكارية؟
2-ما فاعلية البرنامج التدريبي المقترح على تنمية المهارات اللازمة لتصميم موضة ابتكارية؟
3- ما آراء الطالبات عينة الدراسة تجاه البرنامج التدريبي المقترح في تصميم وإنتاج الموضة الابتكارية؟

أهداف الدراسة: 

تهدف الدراسة إلى وضع مقترح لبرنامج تدريبي يحقق تنمية معارف ومهارات واتجاهات الطالبات الفائقات والموهوبات ببرنامج تصميم الأزياء بجامعة نزوى في تصميم وتنفيذ موضة ابتكارية، وقياس فاعلية البرنامج المقترح من خلال تطبيق الوحدة التعليمية الأولى، لتحقيق هدف البحث العام، حيث تندرج الأهداف الإجرائية الآتية:
 تحصيل المعارف والمفاهيم والحقائق حول البرنامج التدريبي المقترح (أعمال مصممي أزياء الطليعة- المصممة "ايرس فان هربن").
 إكساب الطالبات المهارات الذهنية والعملية لتصميم موضة ابتكارية مستلهمة من أعمال المصممة الطليعية "ايرس فان هربن".
 قياس آراء الطالبات عينة الدراسة نحو البرنامج التدريبي المقترح في تصميم وإنتاج الموضة الابتكارية.

أهمية الدراسة: Significance 

 المساهمة في توفير المناخ التعليمي الذي يشجع على تنمية القدرات الابتكارية للمتعلمين.
 الاستفادة من الموارد المحلية المتاحة في تعليم التفكير الابتكاري والتشجيع على ممارسته من خلال برامج تدريبية لهذا الغرض وبالأخص في مرحلة التعليم الجامعي.
 مواكبة الاتجاهات العالمية التي تسعى إلى إحداث انتقالات في العملية التعليمية من خلال تقديم الوسائل والتقنيات المتطورة.
 البرنامج التدريبي المقترح يعد نموذجا يمكن تطبيقه في برامج تصميم الأزياء بالجامعات العربية المختلفة بالمشاركة مع المراكز البحثية المتطورة. 
 البرنامج التدريبي المقترح بالدراسة الحالية يعد نموذجا يمكن الأخذ به في إعداد برامج وورش ابتكارية لموضوعات أخرى في تصميم الموضة والتصميم بوجه عام.

منهجية الدراسة: 

  تتبع الدراسة المنهج شبه التجريبي: حيث يتم تجريب إحدى الوحدات المقترحة بالبرنامج على عينة عمدية من الطالبات الفائقات والموهوبات ببرنامج تصميم الأزياء- ربيع 22/2023م مقرر "تصميم الأزياء2" من خلال تصميم أدوات البحث في صورة (2) استبانات لجمع آراء المحكمين المتخصصين في:
1- تحقيق أهداف البرنامج التدريبي (الوجدانية- المعرفية- المهارية) للهدف الرئيس للبرنامج.
2- تحقيق موضوعات المحتوى- الأنشطة التعليمية- الوسائل التعليمية – طرق التدريس- لأهداف البرنامج.
كذلك بناء الاختبار المعرفي والمهاري- مقياس تقدير التصميمات العملية- مقياس اتجاهات نحو الوحدة التعليمية التجريبية.

الحدود والعينة: 

  تمثل مجتمع الدراسة في طالبات برنامج تصميم الأزياء، والعينة العمدية من طالبات برنامج تصميم الأزياء – مقرر "تصميم الأزياء2" الذي تم تدريسه بفصل الربيع 22/ 2023.

فروض الدراسة: 

 
- توجد فروق دالة إحصائيا بين متوسط درجات المتدربات في الاختبار التحصيلي المعرفي القبلي/البعدي للوحدة الأولى بالبرنامج المقترح لصالح التطبيق البعدي. 
- توجد فروق دالة إحصائيا بين متوسط درجات المتدربات في الاختبار المهاري القبلي/البعدي للوحدة الأولى بالبرنامج المقترح لصالح التطبيق البعدي.
- آراء الطالبات عينة الدراسة إيجابية نحو الوحدة الأولى التجريبية من خلال أداة البحث مقياس الاتجاهات.

 
اجراءات الدراسة:

 
- تم الاطلاع على عدد من الدراسات السابقة المرتبطة بموضوع الدراسة الحالية.
- وضع الأهداف (المعرفية- المهارية- الوجدانية). 
- تصميم استبانة تحكيم الأهداف والتعرف على آراء الأساتذة المتخصصين في تصميم الأزياء بعد التأكد من الصدق والثبات.
- وضع الإطار الكامل للبرنامج وجميع مكوناته (المحتوى النظري- الأنشطة والوسائل التعليمة- طرق التدريس- التقويم)
- تصميم استبانة تحكيم مكونات البرنامج التدريبي، وتطبيق الاستبانة بعد التأكد من الصدق والثبات.

- كإجراء تجريبي للدراسة الحالية: تم تجريب الوحدة التعليمية الأولى على عينة من الفائقات والموهوبات ببرنامج تصميم الأزياء- فصل الربيع 22/2023م. اشتمل البرنامج التدريبي على ثلاث وحدات تعليمية، وهي على النحو الآتي:
   1-دراسة وتحليل بعض مجموعات المصممة "ايرس فان هربن" كنموذج في تصميم وإنتاج موضة ابتكارية. 
      (الوحدة التجريبية الأولى)
2-التعرف على تكنولوجيا الطباعة ثلاثية الأبعاد وتطبيقاتها في مجال الموضة. (الوحدة الثانية)
          3-التعرف على توظيف تكنولوجيا الليزر في صناعة الموضة (القص- الحفر- الحرق). (الوحدة الثالثة)

الإطار النظري والدراسات السابقة: 
 الإطار النظري للدراسة: 
التفكير الإبداعي:

أ- تعريفه وخصائصه: 
  يرى الفاخري (2009) أن التفكير الإبداعي يرتبط ارتباطا وثيقا بالإبداع، وإن كان الأخير يصف الناتج فإن التفكير الإبداعي يصف العمليات نفسها. يعرف جراون (2007) التفكير الإبداعي بأنه: نشاط عقلي مركب وهادف توجهه رغبة قوية في البحث عن حلول أو التوصل إلى نواتج أصيلة لم تكن معروفه سابقا. وتعرّفه الباحثة إجرائيا بأنه: مجموعة من المهارات الذهنية التي تؤهل المصمم لوضع مجموعة من المقترحات التصميمية وخطة التنفيذ لأنماط غير تقليدية وتحقق قيمًا جمالية ناجحة ومتميزة في نفس الوقت. ويعرّفه العتوم (2004) بأنه: قدرة الفرد على إنتاج حلول وأفكار تتميز بأكبر قدر من الطلاقة والمرونة والأصالة عند الاستجابة لموقف ما. ويذكر النجادي (1996) عن خصائص التفكير الابتكاري: بأنه القدرة على ما يمكن وصفه بجدة الإنتاج ويتصف بالفائدة والقبول الاجتماعي. وعن مكوناته فهي كما يلي:
 المثير: ويعد أرضية لحدوث عملية التفكير وإيقاظ القدرة الإبداعية للمتعلمين والرغبة في البحث والتجريب.
 الاستكشاف: وهو البحث عن البدائل بأساليب متنوعة وتجاوز الفكرة الأولى لما وراءها.
 التخطيط: وهو التعرف على المشكلة وجمع المعلومات واستعمال مفاتيح التفكير (ماذا؟ كيف؟ لماذا؟ أين؟ متى؟)
 النشاط: أي تحويل الأفكار إلى أعمال والإقدام على التجريب.
 المراجعة: وذلك بإخضاع عملية الإبداع للتفكير الناقد بهدف التقييم والتحسين.

  وجميع هذه المكونات تتوافر بالتجربة والتدريب محل الدراسة الحالية، فالمثير يتمثل في مشاهدة التصميمات الابتكارية للمصممين السابقين والتعرف على تحليلها، والاستكشاف من خلال التدريب الفعلي لاستكشاف ما يمكن تطبيقه من خلال الآلات المتطورة، والتخطيط من خلال اقتراح التصميمات المعاصرة لموضة ابتكارية، والنشاط لإجراء بعض التجارب العملية، وأخيرا المراجعة بتقييم الأعمال وتعديل النماذج.

ب- مكوناته ومراحله:
  التفكير الإبداعي أحد أهم القدرات التي يجب أن تحظى باهتمام المسؤولين في المؤسسات التعليمية وخاصة الجامعية، ونظرا لطبيعة العصر الحالي وما يتميز به من كثرة التحديات وزيادة حدة التنافس من أجل إثبات الكفاءة والوجود. يتم تنمية تفكير الطلاب من خلال المؤسسات التعليمية بما تقدمه من مقررات دراسية وما تتيحه من فرص خاصة للفائقين والمتميزين من الطلاب. ومع الألفية الثالثة فالجامعات مطالبة بأن تكون مجددة ومبتكرة حيث لم يعد دورها قاصرا على مجرد نقل المعرفة، بل تقدم للمجتمع أجيالا متفتحة ومستجيبة للفكر الجديد، مما يدعو الجامعات لتعزيز استراتيجيات التعليم والتعلم التي تساعد الطلاب على إثراء المعلومات وتنمية المهارات وتدربهم على الإبداع وإنتاج الجديد والمختلف، من خلال تزويدهم بالمصادر والبرامج المناسبة التي تثير اهتمامهم وتحملهم على الاستغراق في التفكير الإبداعي، وقد نادت العديد من الندوات والمؤتمرات والأساتذة الجامعيين بتنمية تفكير الطلاب ونادوا بتغيير وتطوير البرامج، والدراسة الحالية تعد خطوة من هذه الخطوات الساعية لتدريب وتقديم وصقل مجموعة من الطلاب الفائقين والموهوبين في مجال تصميم الموضة و انتاجها.

  للتفكير الإبداعي مجموعة من المكونات التي تطورت عبر دراسات باحثي علوم التربية، إلا أن الباحثة في الدراسة الحالية تتناول المكونات الرئيسة الثلاثة:
 الطلاقة: وهي القدرة على إنتاج أكبر عدد ممكن من الأفكار في فترة محددة التي يأتي بها المتعلم المبدع.
 المرونة: وهي القدرة على تغيير الطالب لوجهة نظره إلى المشكلة التي يعالجها والنظر إليها من زوايا مختلفة، إذن فالمرونة تُعنى بالجانب النوعي في الابداع.
 الأصالة: ويقصد بالأصالة التجديد أو الانفراد بالأفكار وأن تكون الأفكار غير نمطية.
  وتدخل بعض المكونات الأخرى كالاهتمام بالتفاصيل والحساسية للمشكلات والحدس والقدرة على التركيب والتقويم وتحليل المضمون.

 وللعملية الإبداعية مجموعة من المراحل، يتم الإشارة إليها مختصرا، وذلك على النحو الآتي:
 مرحلة الإعداد أو التحضير: حيث يتم جمع المعلومات حول المشكلة أو الموضوع بشكل وافٍ.
 مرحلة الاحتضان أو الكمون والاختمار: وتتضمن هضما عقليا شعوريا ولا شعوريا؛ بغرض الامتصاص لكل الخبرات المكتسبة التي تتعلق بالمشكلة.
 مرحلة الإشراق أو الإلهام: وهي اللحظة التي تولد فيها الفكرة الجديدة التي تؤدي بدورها لحل المشكلة، وتمثل انبثاق شرارة الإبداع.
 مرحلة التحقيق وإعادة النظر: حيث يتعين على المتعلم أو المتدرب اختبار الفكرة الإبداعية ويعيد النظر ليتحقق من اكتمالها ومدى احتياجها للصقل والتهذيب.
ومن هنا نجد أهمية فهم التفكير الإبداعي ومكوناته ومراحل تشكله من أجل إيجاد طلبة موهوبين وفائقي الموهبة والذين يمكنهم السير بعمليات الإبداع إلى آفاق جديدة رحبة.

الطلاب الفائقون والموهوبون: 

1. التعريف والخصائص:
  عرّف ماضي (2011) الطلاب الفائقين بأنهم: من لديهم الاستعدادات للقيام بأداء متميز في مجالات أكاديمية وغير أكاديمية، وتلقى قبولا وتقديرا من المجتمع الذي يعيش فيه. وعن التفوق فيمكن تعريفه بأنه قدرة تساعد الفرد على القيام بإنجاز معقد ومركب في مجال أو أكثر من المجالات، وذلك بشكل سهل وسريع، إذا ما قورن بأداء أفراد آخرين، وأن الفرد المتفوق ينمو من خلال العمل الفردي ويساعد على هذا النمو توافر المحيط التشجيعي.
  أما عن خصائص الطلاب الموهوبين فنيا: فهم الطلاب الذين يظهرون قدرات عالية ومهارات فنية متميزة في مجال أو أكثر من مجالات الفنون التشكيلية والفنون التطبيقية. ويعرفهم محمد (2006) على أنهم الأفراد الذين تم تحديدهم من قبل أشخاص مؤهلين مهنيا، على أنهم يتمتعون بقدرات بارزة في مجال واحد أو أكثر، تجعل بمقدورهم تحقيق مستوى مرتفع من الأداء، وتحتاج هذه الفئة إلى برامج وخدمات تربوية وتعليمية متميزة تتجاوز ما يحتاجه زملاؤهم العاديون؛ وذلك في سبيل تحقيق إنجاز لأنفسهم ولمجتمعهم.

 
2. استراتيجيات تعليم الطلاب الموهوبين فنيا:
  عبارة عن كفايات شاملة لنواحي مهمة في عمل المعلم أو المدرب، وتشمل النقاط الآتية:
• استراتيجية تخطيط المنهج: وتتضمن توفير الوسائل المتنوعة للتعبير، وتقديم المشكلات الفنية المتتابعة التي تتحدى قدرات الطلاب، ومطالبتهم بأعمال وموضوعات خاصة.
• استراتيجية التفاعل مع الطالب: تذكر (Zimmerman, 1992)  بعض الإرشادات كعدم نقد الطالب الموهوب إلا إذا طلب ذلك، وإعطاء الإرشادات والاقتراحات المساعدة عند الحاجة.
• استراتيجية الوسائل والأدوات والخامات التعليمية: توفير التنوع في الوسائل التي تتحدى قدرات الموهوبين.

  وقد راعت الباحثة جميع الاستراتيجيات عند التخطيط والتطبيق للبرنامج الإبداعي محل الدراسة، كما اطلعت على الكفايات اللازمة لتعلم الموهوبين الفنون، والتي تطرق إليها النجادي (1996) والتي صنفها إلى ست كفايات، اشتملت كل واحدة منهن على عدد من الكفايات المرتبطة، وهي كالآتي:
1 الكفايات الأكاديمية: منها فهم فلسفة الفن وعلم الجمال ومعرفة تاريخ الفن وتذوق الفن ونقده، وعلى غرار هذه الكفايات تم تكييفها لتتوافق مع تخصص تصميم الأزياء لتصبح: معرفة تاريخ الأزياء، تذوق الفن ونقده مع بعض الإضافات المهمة للتخصص، والتي تمثل دورا حيويا في موضوع البرنامج التدريبي الإبداعي، كمعرفة اتجاهات الموضة العالمية المعاصرة.
2 كفايات التخطيط: وفيها يتم مراعات الفروق الفردية.
3 كفايات التنفيذ: والمقصود توفير البيئة المناسبة الحافزة للتعليم، وتجريب الأدوات والخامات والمعدات في حالة الدراسة الحالية.
4 كفايات التقويم: بهدف توجيه خبرات الطلاب وتنميتها والإفادة من التقويم لتحديد مواطن الضعف وتقويتها.
5 كفايات شخصية وإدارية: كإقامة العلاقات الودية بين المتدربين، وتوفير مناخ الحرية والتعاون.
6 كفايات ثقافية: تكوين ثقافة فنية عالية، والربط بين النظرية والتطبيق. (أبو نيان، 2002 كما ورد في النجادي، 1996)

  وقد راعت الباحثة تخطيط وتوفير هذه الكفايات في البيئة التعليمية عند إعداد وتنفيذ البرنامج التدريبي. وانتهى المتخصصون أن لكل برنامج فلسفته وطبيعته واستراتيجيته، إلا أن نتائج دراسة  (Bishop, 1968) أظهرت مجموعة سمات لمعلم الموهوبين التي ينبغي التحلي بها، وهي: النضج والخبرة، الذكاء والميول الفنية، النظام والترتيب، الكفاح لتحقيق الإنجازات العالية، التشجيع للتعبير عن الأفكار والذات، ويرى الأشياء من وجهة نظر الآخر، مثير ومتحمس وخيالي. 
  نهاية لهذا الجزء عن كفايات المعلم والبيئة التعليمية لتدريب الموهوبين توافق الدراسة الحالية على ما ذكره متخصصو العلوم التربوية بأن "الطلاب الموهوبين هم فنانو المستقبل والمصممون المبدعون في المجالات الفنية المتعددة، لذا يجب أن يهتم القائمون على البرامج الإبداعية بالسعي إلى البحث عن المعلم الذي تتوافر فيه الخصائص الشخصية والفنية" (أبو نيان، 2002).

3- الموضة الابتكارية:
يقصد بها تصميمات تتعدى حدود الهدف التقليدي للملابس، تتجسد هذه الأهداف في الستر والحماية والمكانة الاجتماعية في المجتمع، أي أن فكرة أو توظيف خامة بشكل غير تقليدي يعد ابتكارا، ويتسع مدى الابتكارية في التصميم على حسب التشابه بينه وبين ما سبقه، والمقصود في الدراسة الحالية بالابتكارية هو التصميمات التي تطبق تقنيات الطباعة ثلاثية الأبعاد المجسمة وتقنية الليزر في تصميم وإنتاج جديد غير تقليدي ولا يشبه التطبيقات الشائعة.
أ. موضة القص والحرق بالليزر:
  الليزر باللغة الإنجليزية (LASER) هو اختصار لـ (Light Amplification by Stimulated Emission of Radiation) والذي يمكن ترجمتها إلى (الضوء المضخّم عن طريق تحفيز انبعاث الإشعاع) بالتالي فإن الليزر هو جهاز ينتج الضوء ويضخّمه. أما عن المعنى العلمي فتشير أشعة الليزر إلى حزم ضوئية قوية قد تمتد لتصل إلى أميال بعيدة وتقطع كتل صلبة من المعادن، ويقوم جهاز الليزر على مبدأ أساسي بسيط وهو: تركيز الضوء الضعيف مرة تلو الأخرى وإضافة الطاقة له حتى يصبح شعاعًا قويًّا (المعلا، 2020).
وهو إشعاع كهرومغناطيسي تكون فيه الفوتونات متساوية التردد والطول الموجي، مما يسبب تداخلا في موجاتها لتتحول إلى نبضة ذات طاقة عالية وشديدة التماسك، بسبب طاقتها العالية وزاوية انفراجها المحدودة تستخدم في القص الصناعي والحفر والتجويف، بالإضافة إلى النقش على الخامات النسيجية. كما أنها تتميز بعدم إحداث أي تغيير في بنية المادة من انصهار أو نحوه، وبالتالي يمكن تفريغ أي تصميم على القماش من خلال توجيه شعاع الليزر ببرنامج خاص. وتتميز تصميمات الليزر بالدقة العالية في التفريغ، حواف التفريغ خالية من الوبر والزغبار، توفير الوقت والجهد. (العامري، 1992؛ وبابكر، 2012)

ب. موضة الطباعة ثلاثية الأبعاد:
    ابتكر ايمانويل ساش (Emanuel Sachs) تقنية الطباعة الثلاثية عام 1993 (أبو الاسعاد، 2018) ومن حينها وهي تتطور بشكل سريع، وصلت تطبيقاتها لمجال تصميم الموضة في الملابس ومكملاتها وبدأت تنتشر على نطاق أوسع مع الوقت، وإن كان ظهورها بقوة عام 2003م، وحدثت طفرة هائلة بداية من 2010م حيث أصبحت الطابعات أصغر حجما وأرخص في السعر وأسهل في الاستخدام، كما تنوعت الخامات التي تعمل عليها، وزادت إمكانية تعقيد وتشابك التصميمات بشكل أكبر (أبو الاسعاد، 2018). يمكن تعريفها بأنها أحد طرق التصنيع بالإضافة، حيث يتم تصميم المنتج على حاسب آلي ببرامج متخصصة، ومن ثم طباعته ثلاثيا. من المزايا التي حققتها الطباعة الثلاثية مع بداية تطبيقها في مجال الصناعة عامة، أنها أتاحت إنتاج قطع معقدة التصميم دون الحاجة لجمع أجزائها معا مع تكلفة ووقت أقل.

  للطابعات الثلاثية أنواع، منها الضوئي: التي تعمل عبر تقنيات  SLA (اختصار لـ    Stereo Lithographyتجسيم الطباعة الحجرية) حيث يتم طباعة أجسام من مادة "الريزين" الحساسة للضوء، وطابعات الليزر التي تعمل عبر تقنيات مثل SLS-SL وفيها تتحول مادة "الريزين" إلى بلورات فور تعرضها لضوء الليزر، طابعات البناء بالترسيب المنصهر أو ما يعرف بالثرموبلاستيك FDM (اختصارا لـ  Fused Position Modeling  نمذجة ترسب المنصهر)  وفيها يتم استخدام البلاستيك المصهور كخامة أساسية لعملها. تعمل الطباعة على عدة مراحل: بداية من التصميم عن طريق الـ CAD، ثم تحويل التصميم إلى صيغة الـ STL وSLS  (اختصارا لـ  Selective Laser Sinteringتلبد الليزر المنتقى) أقرب ما تكون للتغطية الفسيفسائية للتصميم، ثم التحويل إلى آلة الطباعة لتحديد الحجم واتجاه الطبع، ثم تجديد الآلة للطباعة وإمدادها بالبوليمرات المناسبة، وبعد أن تقوم الآلة بكامل الطباعة يتم إزالة المسحوق المتبقي من على الجسم المطبوع.

  تنوع المواد التي تعمل عليها الطابعات أضاف إمكانيات كبيرة لخصائص المنتجات، ومن هذه المواد البلاستيك الحراري والأوراق والصلصال والطمي والسيلكون والسيراميك والسبائك المعدنية، كما أنه يمكن استخدامها بصور مختلفة كالمساحيق-الراتنج- الكريات-الحبيبات- الخيوط. أهم مزاياها ضمان الحصول على منتج مطابق لجميع الشروط القياسية. أما عن زمن الطباعة فهو يختلف حسب نوع وحجم المنتج، إلا أن المتوسط أن الطباعة قد تستغرق (6 د) عند طباعة جسم بالكامل داخل راتنج سائل. 

4. مجمع الابتكار بمسقط:
  ومن أجل التعرف على مجمع الابتكار بمسقط، تسرد الباحثة حديث وكيل وزارة التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار سعادة سيف عبد الله الهدابي والذي صرح بأن "مجمع الابتكار مسقط "يرتكز على ثلاثة محاور تشمل القطاع الخاص والقطاع الأكاديمي والبحثي والقطاع الحكومي وهذا ما يسمى بالتعامل الثلاثي الذي ينشئ المنظومة الوطنية الفاعلة للابتكار" (الهدابي، د.ت). و"يضم المبنى حاضنات الأعمال للمبتكرين على مساحة تبلغ 4000 متر مربع، والمحطة الواحدة ومجمعا تجاريا مصغرا ومسرحا، بالإضافة إلى المديريات والدوائر التابعة للبحث العلمي" ("مجمع الابتكار مسقط"، د.ت)

 ويعد "مبنى الابتكار “هو المبنى الرئيسي بالمجمع، كما يضم المجمع في مرحلته الأولى "مبنى ورش النمذجة"، ومركز التميز لشبكة الجيل الخامس وانترنت الأشياء، ومختبرات ومكاتب متعددة لتنفيذ الأفكار الابتكارية من خلال المواطنين والمقيمين على السواء. ومركز "صناع عمان" الذي "يهدف مركز صناع عمان المتضمن تقنيات متقدمة ومعدات بمواصفات عالية، إلى إتاحة الفرصة لمرتادي المركز لتحويل الأفكار إلى نماذج ابتكارية حية، ودراسة جدوى إمكانية قابلية تصنيع هذه النماذج مع الاختصار في الوقت والجهد، وبالتالي الإسراع في تحقيق أهداف التنمية المستدامة، وتمكين الشباب أصحاب المؤسسات الصغيرة والمتوسطة على الاستثمار الأمثل لقدرات الشباب وتوظيف المخرجات الوطنية من ذوي الكفاءات وتشجيعهم على الريادة في الأعمال الخاصة" ("مركز صناع عمان"، 2021)، كما يوجد مركز "صناع عمان" بمجمع الابتكار، و"يهدف مركز صناع عمان المتضمن تقنيات متقدمة ومعدات بمواصفات عالية، إلى إتاحة الفرصة لمرتادي المركز لتحويل الأفكار إلى نماذج ابتكارية حية، ودراسة جدوى إمكانية قابلية تصنيع هذه النماذج مع الاختصار في الوقت والجهد، وبالتالي الإسراع في تحقيق أهداف التنمية المستدامة، وتمكين الشباب أصحاب المؤسسات الصغيرة والمتوسطة على الاستثمار الأمثل لقدرات الشباب وتوظيف المخرجات الوطنية من ذوي الكفاءات وتشجيعهم على الريادة في الأعمال الخاصة" (جريدة الرؤية، 2021).

ويُعد المركز حاضنة للإنتاج الابتكاري في مجال تصميم الأزياء من خلال توفر معدات متقدمة مثل تكنولوجيا القص والحفر والحرق بالليزر والطابعات الرقمية والطابعات ثلاثية الأبعاد.  وعليه جاءت هذه الدراسة لتقديم برنامج تدريبي مقترح في تصميم وإنتاج الموضة الابتكارية لطالبات برنامج تصميم الأزياء بجامعة نزوى- سلطنة عُمان.

 الدراسات السابقة: 

في هذا الجزء سوف يتم استعراض الدراسات السابقة ذات العلاقة بموضوع الدراسة الحالية، وقد تم تصنيفها كالآتي: الدراسات التربوية الخاصة بالموهوبين والفائقين، والدراسات المتعلقة بالوحدات التدريبية في مقررات الفنون والتصميم، والدراسات المتعلقة بموضوعات الوحدات التعليمية بالبرنامج التدريبي، وهي على النحو الآتي:

الدراسات التربوية الخاصة بالموهوبين والفائقين:
تنقسم الدراسات السابقة إلى ثلاث مجموعات: الأولى دراسات خاصة بتنمية الموهوبين والفائقين من الطلاب، المجموعة الثانية خاصة بوحدات تعليمية في الفنون والتصميم، المجموعة الثالثة الدراسات المتخصصة في موضوعات البرنامج التدريبي.
قدم (مكتب التربية العربي لدول الخليج، 2001) دراسة والتي تحدثت عن تأسيس مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية والذي تأسس عام 1994م لتحقيق هدفه الرئيس في متابعة التحولات المحلية والاقليمية والدولية، ثم بناء خلية للتفكير في شؤون المستقبل وتقديم الاستشارات لصانعي القرار. ومن أنشطة المركز تأتي الدورات التدريبية لكوادر المركز وللأفراد والمؤسسات بالدولة لما للتدريب من أهمية بالغة في التنمية البشرية، ويعني المركز برعاية الموهوبين والمتفوقين، أفادت هذه الدراسة البحث الحالي في التعرف على مشكلات المتفوق في محاولة لتجنبها أثناء إعداد الدورة التدريبية، وجاء في الدراسة السابقة أن هناك مشكلات متنوعة، ومنها: مشكلات مصدرها الأسرة، ومشكلات مصدرها المدرسة أو المؤسسة التعليمية عامة كالجامعة وأهمها الخطأ أو التأخر في تحديد قدرات المتفوق وعدم تقديم البرامج الداعمة لهم، ومشكلات أخرى تتعلق بالمتفوق نفسه: كمشكلات الضغط النفسي والإجهاد.

كما تعرفت الباحثة من خلال هذه الدراسة على دور المركز في رعاية الموهوبين، حيث أن البحث الحالي يقدم تدريبا يتم تطبيقه أيضا من خلال أحد مراكز رعاية المبتكرين، وهو مركز مجمع الابتكار من خلال مركز (صناع عمان)، وتمثل هذا الدور في:
• الاستقطاب والتوظيف -الأنشطة المشتركة: من خلال إقامة الفعاليات البحثية والعلمية المتنوعة بالاشتراك مع المؤسسات المختلفة كالجامعات، وهو الحاصل بالبحث الحالي من الإعداد لشراكة بين مجمع الابتكار وجامعة نزوى في تدريب المتميزين في تصميم وإنتاج الأزياء -المنح الدراسية والبعثات وإصدار الدراسات.
• البرامج التدريبية: تتنوع بين الدورات القصيرة المركزة والتدريب طويل المدى، والدورة التدريبية محل الدراسة الحالية تعد دورة متوسطة المدى- كما يمكن الحصول على الشهادات التدريبية المعتمدة. 
• المؤتمرات والندوات: لمناقشة أهم القضايا من خلال المفكرين والباحثين المشهود لهم بالكفاءة، وأتاحت للنخبة الثقافية متابعة أحدث ما أنتجته عقول المفكرين والدخول في الحوارات الفعالة المثمرة. كما أن للمركز دورا مستقبليا في رعاية الموهوبين والمتفوقين: سواء في المراحل المبكرة للحد

 من عمليات الإحباط والانغلاق والهجرة، هذه المراحل تباعا تكون على النحو الآتي: 
1. مرحلة الاكتشاف المبكر للموهبة أو التفوق: من خلال تأهيل المعلمين لاكتشاف المواهب. -مرحلة النمو العقلي والفكري: تبدأ هذه المرحلة خلال التعليم الإعدادي حتى الجامعي. -مرحلة صقل المهارات التفوقية والإبداعية: وتتركز خلال فترة الدراسة الجامعية وفيها يتم ترشيد الموهبة وصقلها، وهي المرحلة المعني بها الدراسة الحالية.
2. مرحلة الاستفادة من الموهوبين والمتفوقين: وهي من أدق المراحل في التعامل مع الموهوبين حيث البحث عن عمل.

 أفادت هذه الدراسة البحث الحالي بشكل كبير في التعرف على دور مراكز رعاية الموهوبين، ومجموعة الأهداف التي يمكن تحقيقها من خلال البرنامج التدريبي بمشاركة مجمع الابتكار بحيث تحقق مكاسب تنموية من خلال فترة البرنامج التدريبي، وأن تستمر التنمية والإنتاج لما بعد التدريب.
كما أجر أبو نيان (2002) دراسة مسحية نظرية في محاولة منه، لتقديم طرح وتساؤل رئيس يتمثل في: من هو معلم الطلاب الموهوبين فنيا، وما عناصر اختياره؟ مما دعا الباحث إلى صياغة مجموعة من الأهداف، تمثلت في: التعرف على الكفايات التعليمية لمعلم الطلاب الموهوبين فنياً، وتحديد الأبعاد المتعلقة بالمعلم من حيث الخصائص والكفاءة والمهارة، والتعرف على المعايير التي يتم على أساسها اختيار معلم الموهوبين وطرق تأهيله وإعداده من قبل القائمين على برنامج اختيار معلم الطلاب الموهوبين في الفنون التشكيلية. 

  ويشير أبو نيان (2002) في دراسته أن المتخصصين يؤكدون أن المعلم أو المدرب هو الركيزة الأساسية في برامج رعاية الموهوبين وتعليمهم، ولأن الدراسة تعني بالدرجة الأولى بكفاية المعلم فمن المهم التعرف على مفهوم (الكفاية) بأنها: مجموعة المعارف والخصائص الشخصية والخبرات والقدرات الفنية التي ينبغي أن تتوافر لدى معلم الطلاب الموهوبين فنيا، وهي خبرة مهمة من الدراسة السابقة تفيد البحث الحالي في الحرص على تقديم البرامج التدريبية الإبداعية من قبل أساتذة يتسمون بالكفايات المطلوبة. وخرجت نتائج الدراسة في اقتراح سبع كفايات يجب توافرها لدى معلمي الطلاب الموهوبين في مجال الفن التشكيلي، كل منها يشمل عدة كفايات فرعية، وهي: كفايات التخطيط والإعداد للمشروعات- كفايات العلاقات الإنسانية بين المعلم والطالب- كفايات مرتبطة بالوسائل والأدوات- الكفايات الأكاديمية كالتمكن من المادة العلمية- كفايات التقويم كتحديد الأساليب المناسبة- كفايات الصفات الشخصية، ومنها التميز بالقدرات العقلية والإبداعية العالية- الكفايات الثقافية، ومنها مواكبة المستجدات العلمية والفنية المعاصرة. وقد أوصت الدراسة بضرورة السعي إلى إيجاد برامج مستمرة لإعداد معلمي الطلاب الموهوبين وتدريبهم في المجالات الفنية المتنوعة. وأفادت الدراسة الموضوع الحالي في التعرف على الكفايات اللازمة للقائمين على التدريب.

كما قدم البريدي (2007) دراسة استهدفت بناء نموذج علمي يحكم دمج مهارات التفكير الإبداعي في المقررات الدراسية، كما تعرضت لبعض أبرز النماذج العلمية في أدبيات الإبداع، واقترحت الورقة نموذجا علميا مكونا من خمسة أبعاد أساسية، وهي: مادة الإبداع- معلم الإبداع- متعلم الإبداع- مهارات الإبداع وبيئة الإبداع، ويتضمن كل بعد مجموعة من الخصائص التي يلزم توافرها لضمان تحقيق أعلى درجة ممكنة من نجاح دمج مهارات التفكير الإبداعي. وأفادت الدراسة في تعرف الباحثة على الأبعاد الأساسية في العملية التعليمية.
وسعت دراسة الفاخري (2009) إلى التعرف على مفهوم التفكير الإبداعي ومكوناته والتعرف على دور الأستاذ الجامعي في تحفيز وتنمية التفكير الإبداعي وهو ما ميز هذه الدراسة عن سابقيها، وله أثر إيجابي في إعداد الدراسة الحالية، كذلك هدفت إلى التعرف على أساليب تحفيز وتنمية التفكير الإبداعي. ومن أهم النتائج التي جاءت بها هي صفات الأستاذ الجامعي المبدع، و التي يمكن اختصارها في الآتي: حب الاستطلاع والاستقصاء والاستفسار- توافر الدافعية وحب مهنة التدريس- الرغبة في التقصي والاكتشاف- الإيمان بتميز الطلاب وتفردهم ومراعاة الفروق الفردية- إظهار روح الاستقصاء في الآراء- تعدد الأفكار وسرعة البديهة- إصدار الأحكام والرؤية الثاقبة- التمتع بخيال خصب والقدرة على عرض الأفكار- تركيب الأفكار وتحليلها- تشجيع الطلاب على طرح آرائهم- الإلمام بأساليب التدريس الحديثة والنزعة للتحديث والتطوير. هذه السمات يجب توافرها في المدرب القائم على البرامج الإبداعية، وكذلك الحرص على اكتساب الطلاب المتدربين لهذه السمات ما أمكن. كما ناقشت الدراسة بعض أساليب تحفيز وتنمية الإبداع الفردي منها والجماعي، وجاء في الأساليب الجماعية: التعلم بالاكتشاف- التعلم بأسلوب حل المشكلات- العصف الذهني وقبعات التفكير الست، وجميعها أساليب تمت تجربتها وأثبتت كفاءتها إلا أنه يمكن توظيف المناسب منها بناء على المرحلة التعليمية وطبيعة البرنامج التدريبي الإبداعي. تتفق الدراسة الحالية مع السابقة في أن توفير المناخ التعليمي الإبداعي من خلال البرامج التدريبية يشجع على تنمية القدرات الإبداعية لدى المعلم ولدى طلابه. وقد استفادت الدراسة الحالية من هذه الدراسة في التعلم عن آليات تحفيز وتنمية التفكير الإبداعي لدى طالبات تصميم الأزياء بجامعة نزوى.

وهدفت دراسة كلٍّ من الحدابي والجاجي (2011) إلى قياس أثر التدريب في بناء وبرمجة الروبوت على تنمية مهارات التفكير الإبداعي والتفكير العلمي لدى عينة من الطلبة الموهوبين، وتمثلت أهمية ذلك في الإسهام في نشر ثقافة الروبوت في المجتمع العربي واليمني على وجه الخصوص ودور تدريب الطلبة على هذه التكنولوجيا الحديثة في تنمية مهاراتهم العلمية. قام الباحثان بتصميم أداتي البحث وهما مقياسي لمهارات التفكير الإبداعي والتفكير العلمي وتم تطبيقهما قبليا وبعديا بعد تلقي الطلاب للتدريب المقترح. وجاءت النتائج لتظهر النمو الإيجابي لمهارات التفكير الإبداعي والتفكير العلمي للطلاب الموهوبين بعد التدريب بوجود فروق ذات دلالة إحصائية بين متوسطات الاختبارات القبلية والبعدية لكل من مهارات التفكير الإبداعي والتفكير العلمي. شملت مهارات التفكير الإبداعي: الطلاقة، المرونة والأصالة، وشملت مهارات التفكير العلمي: تحديد المشكلة، اقتراح أفضل الحلول، التحقق من صحة الفرض، التفسير والتعميم. أفادت هذه الدراسة البحث الحالي في التعرف على الإجراءات المتبعة لتنمية مهارات التفكير الإبداعي للطلاب الموهوبين والفائقين.

وتناولت دراسة حمد (2019) تحديد الاحتياجات التدريبية لمعلمي الطلبة الموهوبين في ضوء معايير المركز الوطني للقياس والتقويم بالمملكة العربية السعودية، استخدم الباحث المنهج الوصفي وتكونت عينة الدراسة من (85) معلما ومعلمة، وأظهرت النتائج أن هناك درجة كبيرة من الاحتياجات لمعلمي الطلبة الموهوبين على مستوى جميع المعايير بالدراسة، وكشفت عن وجود فروق ذات دلالة إحصائية لتأثير متغير المؤهل العلمي، وعدم وجود فروق دالة إحصائيا لتأثير متغيرات الجنس والخبرة التدريسية. أفادت هذه الدراسة البحث الحالي في التعرف على الكفايات التي ينبغي الإعداد لها لدى معلم أي من الدورات التدريبية للطلاب الموهوبين والفائقين، وبالأخص في مجالات الفنون والتصميم حيث قد تتوافر لدى بعض الطلاب ملكات ومهارات قد لا تتوافر لدى معلميهم، وذلك لا يعيب المعلم في شيء؛ لأن هناك بعض الملكات التي يمنحها الله لبعض الأشخاص بالفطرة، وإنما على المعلم الناجح حسن إدارتها. كما استفادت الدراسة الحالية من هذه الدراسة في تحديد الاحتياجات التدريبية لطالبات تصميم الأزياء في البرنامج المقترح قيد الدراسة.

وقدم البيطار وآخرون (2020) دراسة ركزت على فاعلية برنامج قائم على استراتيجية الفصل المقلوب لتنمية التفكير الإبداعي لدى التلاميذ الفائقين بالمرحلة الاعدادية الأزهرية بأسيوط. واعتمد فيها الباحثون على المنهج شبه التجريبي القائم على المجموعة التجريبية الواحدة، وتمثلت أدوات ومواد الدراسة في اختبار التفكير الإبداعي واستبيان لكل من المعلمين والتلاميذ لبيان مدى معرفتهم باستراتيجية الفصل المقلوب، ودليل المعلم وكراسة الأنشطة لاستخدام الاستراتيجية المتبعة. وأظهرت النتائج وجود فروق ذات دلالة إحصائية بين متوسطي درجات التلاميذ عينة الدراسة لاختبار التفكير الإبداعي القبلي/البعدي لصالح البعدي. وقد أفادت هذه الدراسة البحث الحالي في التعرف على مكونات برنامج متكامل لتدريب مجموعة من التلاميذ الفائقين على التفكير الإبداعي وهو هدف رئيس بالدراسة الحالية، كما تم الاستفادة في كيفية تصميم البرامج الخاصة بتمنية التفكير الإبداعي لدى التلاميذ الفائقين فنياً.

ومن خلال استعراض الدراسات السابقة في هذا الجزء – وبحسب علم الباحثة- توجد ندرة في الدراسات التي تقدم برامج في تنمية التفكير الإبداعي بسلطنة عُمان وفي الوطن العربي بشكل عام، خصوصا في تصميم وإنتاج الموضة الابتكارية وربطها ببرنامج تصميم الأزياء؛ وعليه سوف تضيف الدراسة الحالية بعدا فنيا وأكاديميا يفيد الفنانين والمصممين وأستاذة الجامعات وكليات الفنون والتصميم.

 الدراسات المتعلقة بالوحدات التدريبية في مقررات الفنون والتصميم:
قدمت   (Sinha, 2002)دراسة تناولت العوامل المؤثرة على معدل الابتكارية في إنتاج الموضة، وعلاقة المصمم بالمستهلك، وعلاقة المصمم بتاجر التجزئة والمجموعة التسويقية المسؤولة عن تسويق وبيع منتجاته، وأشارت لأهمية حرص المصمم على إنتاج متميز ويتميز بالجودة ورخص السعر في ذات الوقت، كذلك أهمية الهوية للعلامة التجارية والفرادة والتميز في التصميم. اختبرت الدراسة كيف يمكن تضمين (التفكير التصميمي) على مستوى إدارة المشروعات، ورغم كون الورقة العلمية غير موجهة للابتكارية أثناء العملية التعليمية إلا أن نتائجها تؤخذ بعين الاعتبار عند توجيه أهداف طلاب برامج تصميم الموضة. وقد استفادت الدراسة الحالية من العوامل المؤثرة في زيادة معدل الابتكار لدى الطالبات في إنتاج الموضة وتصميم الأزياء، كما استفادت في كيفية تشكيل الهوية والعلامة التجارية في الإنتاج الفني الخاص بتصاميم الأزياء.

وجاءت دراسة حسان (2013) مدفوعة بقلة الأبحاث التي تتناول تطبيقات الملابس الذكية وبالأخص كوحدات تعليمية للطلاب، واستهداف إقامة مراكز متخصصة لدراسة وتجريب تطبيقات الملابس الذكية، وقد قامت الباحثة بإجراء دراسة استطلاعية على عينة من أفراد المجتمع للتعرف على استعدادهم لاستخدام الملابس الذكية بشكل فعلي وجاءت النتائج إيجابية، كما أجرت دراسة استطلاعية لتستكشف أبعاد ثقافة طلاب التخصص في أحدث مستجداته العلمية ووجدت نقصا كبيرا في المعلومات الخاصة بهذا الجانب. كما استهدفت الدراسة تنمية الجانب المعرفي والوجداني وحرصت على تقديم ورشة تطبيقية لتنفيذ فساتين مزخرفة بوحدات إضاءة مدمجة. تتقارب الدراستان السابقة والحالية كثيرا من حيث الدافع للابتكارية، وإن كانت الأولى بين طلاب تخصص الأزياء بالمجتمع المصري الذي يتميز بالتقدم الصناعي في إنتاج الملابس والتراجع إلى حد ما فيما يخص براءات اختراع في تصميم وإنتاج ملابس ذكية، كما يتميز المجتمع العماني بوفره في إنتاج أزياء أصيلة نسبة إلى حرص أفراد المجتمع على ارتداء أزياء تقليدية بالمناسبات الخاصة، وإن كان كثيرا منها يأتي تنفيذه على أيدي عمالة خبيرة وافدة من الخارج، وذات الوقت حاجة حقيقية لمستها الباحثة بين طالبات التخصص أثناء تدريسها لمقررات البرنامج لبعض التطبيقات الابتكارية كالموضة ثلاثية الأبعاد.

وركزت دراسة (Adams and Kemevor, 2018) على التعليم والتعلم الإبداعي في الموضة، حيث جاءت الدراسة بدافع التقليدية التي تتسم بها الموضة في غينيا، مما تسبب في ضعف القدرة التسويقية لأعمال المصممين خريجي الجامعة في بيع منتجاتهم محليا وخارجيا، هدفت الدراسة لبحث سبل تعزيز الإبداع لدى خريجي قسم الموضة بالجامعة، توصلت الدراسة إلى أن ضعف الإبداع والابتكار كان لعدة أسباب: من بينها ضعف كفاءة المحاضرين- توجهات الطلاب نحو التعلم ـ فاعلية أساليب التدريس المستخدمة. استخدمت الدراسة أدوات المنهج الوصفي من ملاحظة ومقابلات واستبانات للرأي. جاءت النتائج بعد الدراسة الإحصائية لتوصي باتباع طرق تدريس جديدة وذات فاعلية في تنمية مهارات التفكير الناقد والتفكير الابتكاري وحل المشكلات وتخطي الأسلوب النمطي الذي يعتمد على التلقين. تتفق هذه الدراسة مع الحالية في أهمية البحث عن أفكار وأساليب جديدة في تدريس طلاب برامج تصميم الأزياء؛ حتى يتميز إنتاجهم عن الكم الكبير المطروح بالفعل بالأسواق. 

كما هدفت دراسة محمد (2019) بناء وحدة تعليمية في مقرر الأشغال الفنية لرفع الكفاءة المهارية لطالبات الاقتصاد المنزلي؛ بهدف مساعدة الطالبات على تأسيس مشروعات صغيرة ومتوسطة كمشروعات ريادة أعمال، وقياس أثر الوحدة التعليمية على تنمية مجموعة المهارات المقترحة، والتعرف على آراء الطالبات. أفادت هذه الدراسة البحث الحالي في التعرف على خطوات إعداد الوحدة التعليمية وخاصة أن هناك تقاربا بين الدراستين من حيث اتفاق الدراستين في العينة من طالبات برامج تصميم الأزياء. 
كما أجرت العيسى (2020) دراسة تناولت دور أسلوب المحاكاة لتطوير الرسومات الأولية لدى عينة من الطالبات بجامعة الأميرة نورة بنت عبد الرحمن- كلية التصاميم و الفنون- قسم تصميم المنتجات، حيث جاء سؤال البحث الرئيس عن مدى إمكانية أسلوب المحاكاة القائم على التعلم الذاتي كأحد أساليب التفكير البصري في تنمية المهارات اليدوية عند الرسم والمهارات الذهنية عند التفكير، وكان التجريب على تصميم بعض المشغولات المعدنية والحقائب وأثاث بسيط وغيرها، توصلت لعدة نتائج أكدت دور المحاكاة في تطوير مهارات الطالبات في تطوير التفكير الابتكاري ومهارات الرسم. جاءت توصيات هذه الدراسة دافعا للبحث الحالي، حيث أوصت بالاهتمام بتدريب الطالبات على تنمية مهارات التفكير الابتكاري عامة والتفكير البصري بشكل خاص. وقد استفادت الدراسة الحالية من أسلوب المحاكاة عند الإعداد للتطبيق العملي في تصميم أزياء تتخذ جمالياتها عن تكنولوجيا الطباعة ثلاثية الأبعاد والليزر من تصميمات المصممة "فان هربن"، حيث يوجد لقاء قوي بين الدراستين، فيما يخص أحدث التوجهات العالمية في تصميم وإنتاج الموضة، الموضة التي تتعدى حدود الارتداء النمطي التقليدي.  

وهدفت دراسة الخرباوي والمهدي (2022) إلى وضع تصور مقترح لوحدة تعليمية تستهدف تنمية معارف ومهارات الطالبات في زخرفة الملابس اتباعا للأسلوب التجريدي بمدارس الفن، ومن أجل قياس فاعلية الوحدة المقترحة، قامت الباحثتان بتقسيم الوحدة التعليمية إلى ثلاث جلسات تتضمن أهدافا معرفية ومهارية وقيمية، وهو ما أفاد الدراسة الحالية حيث الأسلوب المتبع لتحكيم الوحدة التعليمية المقترحة، كذلك ملاحظة أسلوب التطبيق التجريبي.  ويمكن القول إن الدراسة الحالية تميزت عن مجموعة الدراسات السابقة في مجالات الفنون والتصميم باقتراح تدريب الطالبات لتنمية المعارف والمهارات في بعض جوانب الموضة الابتكارية، وخاصة منها ما يوظف التكنولوجيا المتطورة كالطباعة ثلاثية الأبعاد واستخدام الليزر في القص والحفر. كذلك تنمية اتجاهات الطالبات نحو توظيف هذه التكنولوجيا في إنتاجهم.

 
الدراسات المتعلقة بموضوعات الوحدات التعليمية بالبرنامج التدريبي: 
بحثت دراسة علوان وأحمد (2018) في إمكانية توظيف تكنولوجيا القص بالليزر للحصول على أفكار جديدة للملابس، وجاء من أهمية الدراسة أن المنتجات المقترحة تستهدف تلبية حاجة المستهلكات اللاتي يبحثن عن التفرد والتميز في التصميم، وهو المتفق عليه في الدراسة الحالية أيضا. تم تصميم مجموعة عباءات وفساتين وعرضها على مجموعة محكمين متخصصين، وتنفيذ بعض التصميمات الأعلى تقييما للتعرف على صعوبات التطبيق ومميزاته وحساب الجوانب الاقتصادية الخاصة بالإنتاج. وقد أفادت هذه الدراسة في التعرف بشكل أكبر على تطبيقات التي توافق ذوق المجتمعات العربية في مجال موضة القص بالليزر. ومن أبرز توصيات الدراسة السابقة زيادة توجيه الدارسين والمنتجين للاهتمام نحو إنتاج هذا النوع من الملابس؛ مما يسهم في الارتقاء بالمستوى الثقافي والجمالي لدى المستهلكات، وهو ما يتفق مع الدراسة الحالية. 

أما دراسة أبو الاسعاد (2018) جاءت مدفوعة بعدة عوامل، وهي قلة الدراسات المتعلقة بتطبيقات الطباعة ثلاثية الأبعاد في مجال تصميم الموضة، وندرة الدراسات العربية بها، وعدم إلمام البعض من أساتذة تصميم الأزياء والمتخصصين بأبعاد الموضة ثلاثية الأبعاد، والحاجة الحقيقية للمجتمع العربي لمزيد من هذه الدراسات، وهي الدوافع ذاتها التي أدت إلى الدراسة الحالية أيضا. وتشير أبو الاسعاد (2018) أن الاعتقاد بقيمة الإبداع ومنح فرص للمصممين لإطلاق إبداعهم يترتب عليه آثارا إيجابية للتقدم على مستوى المجتمع بالكامل، وقد هدفت دراستها للتعرف على مميزات وعيوب الطباعة الثلاثية وأشهر مصممي الموضة. وتوصلت نتائج الدراسة إلى أن هذه التقنية تساهم في فتح باب الإبداع والطلاقة لدى المصممين في مجال الموضة، وأن دراسة هذا المجال تعد فكرة جديرة بأن تتضمنها دراسات فنون وتصميم الموضة، وهو ما يطبقه البحث الحالي من خلال البرنامج التدريبي المقترح. وأوصت بالنظر بعين الاعتبار للمصممين أمثال "ايرس فان هربن"، وتضمين الموضوع في مقررات الدراسات العليا والورش والمحاضرات للمتخصصين، وهو لقاء كبير بين هذه الدراسة والدراسة الحالية. 

كما أجرت حسان (2022) دراسة أخرى استهدفت التعريف بفكر وتجارب بعض الطليعة على المستوى العالمي بتصميم وإنتاج الموضة المعاصرة، وبالأخص ما أعاد منها صياغة جسم المرأة أو ما أعاد تعريف الموضة بشكل غير المتعارف عليه، وبما أن التصميمات طليعية فهي بالكامل مبتكرة وذات اتجاهات فنية غير شائعة بالمجتمعات العربية، وجديدة على طالبات التخصص بالجامعة وطالبات البرنامج محل التجربة. كما أن أحد الطليعة التي تناولت الدراسة أعمالها هي المصممة "فان هربن" موضع الوحدة الأولى بالبرنامج التدريبي المقترح والذي تم تطبيقه بالدراسة الحالية. 
وقدمت  (El-Fanagely, 2022)دراسة حول دور تقنية القطع بالليزر في إثراء القيم الجمالية وإبراز الصيغ الفنية على الأقمشة الجلدية، حيث ركزت على القص بالليزر بصفته نمطا أساسيا لزخرفة الجاكيت لكل من الإناث والذكور. وهدفت الدراسة إلى الاستفادة من الصياغات التقنية في إيجاد صياغات فنية ناتجة عن القطع على الجلد الصناعي. وتناقش هذه الدراسة القيم الجمالية التي ينتج عنها استخدام تقنية الليزر في قطع المواد المختلفة وإيجاد جماليات القطع بالليزر على المواد الجلدية. جاءت الدراسة تطبيقية بالدرجة الأولى حيث تمثلت النتائج في تنفيذ (15) جاكيتا ومعطفا وزخرفتهم بشكل كبير من خلال زخارف مفرغة بأسلوب القص بالليزر على أماكن متفرقة من الجاكيت كالأكمام والأكوال والأمام والخلف، وتتيح النتائج تنفيذ مفاهيم التصميم على الجلود، مما يؤدي إلى مجموعة متنوعة من التأثيرات العصرية. وقد أفادت هذه الدراسة البحث الحالي في الإعداد للبرنامج التدريبي، وخاصة الوحدة التعليمية الثالثة الخاصة بتوظيف تقنية الليزر في الموضة من خلال: الحرق- القص- الحفر- العلامات- الرسم. 

ومن خلال استعراض الإطار النظري وأدبيات الدراسات السابقة يتضح لنا أهمية الإبداع والابتكار في مجال تصميم الأزياء وملابس الموضة، وقد أثبتت الدراسات السابقة تطبيقات متنوعة وعديدة في هذا المجال، منها ما يتعلق بالدراسات التربوية الخاصة بالموهوبين والفائقين مثل دراسات (أبو نيان، 2002؛ البريدي، 2007؛ البيطار وآخرون، 2020؛ الحدابي والجاجي، 2011؛ حمد، 2019؛ الفاخري، 2009) والتي أكدت على أهمية تنمية مهارات التفكير الإبداعي والتفكير العلمي لدى الموهوبين فنياً.
كما يتضح لنا وجود الدراسات متعلقة بالوحدات التدريبية في مقررات الفنون والتصميم واهتمت بشكل خاص بالابتكار والإبداع الفني ودراسة العوامل المؤثرة على معدل الابتكارية في إنتاج الموضة وهي هذه الدراسات (حسان، 2013؛ الخرباوي والمهدي، 2022؛ العيسى، 2020؛ محمد، 2019) ودراسات أخرى باللغة الإنجليزية مثل (Adams and Kemevor, 2018; Sinha, 2002) وهذا يؤكد أهمية الإبداع والابتكار في مجال الفن والتصميم وخاصة في تصميم الأزياء موضع الدراسة الحالية.
كما يظهر من الاستعراض السابقة أن هناك دراسات تتعلق بموضوعات الوحدات التعليمية بالبرنامج التدريبي وأهمية تصميمها وتجريبها علميا وبحثيا وفنياً، وتوظيف التكنولوجيا الحديثة ومن هذه الدراسات (أبو الاسعاد، 2018؛ حسان، 2022؛ علوان وأحمد، 2018،  (El-Fanagely, 2022والتي ركزت على تفعيل التقنيات الحديثة مثل القص بالليزر، والطباعة الثلاثية الأبعاد، والجماليات الإبداعية من خلال تصميم برامج تعليمية وتدريبية تستهدف الإبداع والابتكار في مجال تصميم الأزياء وإنتاج الموضة الابتكارية؛ لذا تأتي الدراسة الحالية محاولة تقديم تطبيقات معاصرة للتكنولوجيا الحديثة في مجال تصميم الأزياء المعاصرة.

الإطار التجريبي للدراسة: 
مكونات البرنامج التدريبي وضبطه:

  يتكون البرنامج التدريبي من ثلاث وحدات تعليمية، كل وحدة تتكون من مجموعة من المحاضرات، واقتُرِح أن يتم تدريس محاضرة منفصلة كل أسبوع، بواقع (8) أسابيع للبرنامج التدريبي بالكامل، الوحدة الأولى بواقع أسبوعين، وثلاثة أسابيع لكل من الوحدتين الثانية والثالثة. وجُرِبَتْ الوحدة الأولى على طلاب برنامج تصميم الأزياء مقرر "تصميم الأزياء2" فصل الربيع للعام الجامعي 22/ 2023.
وجاءت موضوعات الوحدات على النحو الآتي:
الوحدة الأولى: أعمال مصممة الأزياء الطليعية "ايرس فان هربن".
الوحدة الثانية: تطبيقات تكنولوجيا الطباعة ثلاثية الأبعاد في تصميم وإنتاج الأزياء.
الوحدة الثالثة: تطبيقات تكنولوجيا الليزر في تصميم وإنتاج الأزياء (القص- الحفر- الحرق).
أ‌- تحديد أهداف البرنامج: كما بجدول (1) 
 

ب‌- اختيار المحتوى وتنظيمه: وفقا لأهداف البرنامج مع مراعاة الترتيب المنطقي للمعلومات، من البسيط إلى المركب، وتحديد المدى الزمني للتنفيذ. 
ج‌- الوسائل التعليمية: مقترح استخدام العروض التقديمية وشبكة الانترنت بما تتيحه من صور ومواقع متخصصة، والأفلام المصورة التي توضح أعمال المصممين وأحاديث المصممين الشخصية. 
د‌- الأنشطة التعليمية: تم اختيار أنشطة تعليمية متنوعة ومشاركة المتدربين من بينها جمع ألبوم مصور مع تقديم تحليل للأعمال، كتابة البحوث، تحليل عروض الموضة. 
هـ - طرق التدريس: تم استخدام طرق المحاضرة والمناقشة للإطار النظري، والبيان العملي للإطار التطبيقي التجريبي مع التطبيقات المقترحة للمحاضرات التعليمية.

  بعد إعداد الباحثة للبرنامج التدريبي تم عرضه على مجموعة من المتخصصين في تصميم الأزياء -12 متخصص من جامعات عربية متنوعة- لمعرفة مدى ملائمة الأهداف وتنوعها وترابطها معا وإمكانية قياسها في استبيان أول، ثم وبعد وضع الأهداف في صورتها النهائية تم إعداد استبيان آخر لعرضه على المتخصصين في بقية المكونات التعليمية، من حيث ارتباط المحتوى بالأهداف، استخدام الوسائل التعليمية المناسبة، ملائمة طرق التدريس، تنوع الأنشطة التعليمية وشمولها. جدول رقم (2) يوضح اتفاق الأساتذة المحكمين على أهداف ومكونات البرنامج التدريبي.
 

الوحدة التجريبية: 
  تم تجريب الوحدة الأولى للبرنامج، بواقع محاضرتين على أسبوعين متتاليين بالفصل الدراسي الربيع 22/2023 على مجموعة من الطالبات عددها (15) طالبة من الطالبات الفائقات والموهوبات ببرنامج تصميم الأزياء بجامعة نزوى، اعتمدت الباحثة على الملاحظة الذاتية في اختيار مجموعة الطالبات نسبة لما قمن بتقديمه من تصميمات مبتكرة منذ بداية الفصل الدراسي يناير وحتى قرب نهايته شهر ابريل 2023، كما قامت الباحثة بتدريس طالبات لمقررات تمهيدية سابقة وعلى دراية جيدة بالفائقات والموهوبات، المقررات هي: "أساسيات تصميم الأزياء" و "رسم الأزياء". 

  الوحدة الأولى بعنوان: أعمال مصممة الأزياء الطليعية "ايرس فان هربن"، واشتملت على مجموعة من الأهداف التعليمية اللآتية:

الأهداف المعرفية:
1- أن يتعرف المتدرب على الأنماط الابتكارية التي اتبعتها المصممة "ايرس فان هربن" بداية أعمالها.
2- أن يتعرف المتدرب على المجموعات التصميمية التي قدمتها المصممة وقامت من خلالها بتوظيف تكنولوجيا الطباعة ثلاثية الأبعاد والليزر. (مفهوم المجموعة التصميمية- الأسلوب الفني المتبع في إخراج التصميم الأساسي والزخرفي)
3- أن يحلل المتدرب مجموعات "فان هربن" تحليلا دقيقا للتعرف على دور الطباعة ثلاثية الأبعاد والليزر كتقنيات حديثة في تصميم وإنتاج أعمال المصممة. 

الأهداف المهارية: 
1- أن يصمم المتدرب مجموعة مقترحات لعباءات نسائية عربية توظيفا لتكنولوجيا الطباعة ثلاثية الأبعاد والليزر.
2- أن يصمم المتدرب تصميمات ملبسيه ابتكارية بشكل حر توظيفا لتكنولوجيا الطباعة ثلاثية الأبعاد والليزر.

الأهداف الوجدانية: 
1- أن يكتسب المتدرب الثقة كمصمم ومنتج للأزياء يساهم في الحراك الإبداعي العالمي.
2- أن يتأسى المتدرب بالمبدعين من مصممي الأزياء ومنتجيها.
3- أن يتحمس المتدرب لتخطي الحدود التقليدية عند وضع مقترحات تصميمية.
4- أن يقدر قيمة أعمال المبدعين من خلال زيادة الوعي بأبعادها.
5- أن يدرك قيمة توظيف التكنولوجيا الحديثة في تصميم وإنتاج الموضة الابتكارية. 
 

خطوات إعداد أدوات الدراسة للتطبيق:
  تمثلت أداتي الدراسة في اختبارين أحداهما تحصيلي قبلي/بعدي والآخر مهاري قبلي/بعدي، وتم التأكد من صدقهما وثباتهما، كما يلي:
1. الاختبار التحصيلي:
  استهدف الاختبار قياس تحصيل المتدربات للمعارف والمعلومات الواردة في الوحدة بداية من المستويات البسيطة كالتذكر انتهاء بالمستويات العليا كالتحليل والنقد، جاءت الأسئلة في صورة اكمال العبارات عددها (33) عبارة. 
  لأعداد مفتاح تصحيح الاختبار: حددت الباحثة لكل سؤال درجة واحدة، أي أن إجمالي الدرجات هو (33) درجة.

صدق وثبات الاختبار التحصيلي:
 الصدق Validity: الصدق المنطقي (صدق المحكمين): تم عرض الصورة الأولية للاختبار على مجموعة من المحكمين المتخصصين في مجال تصميم الأزياء؛ بهدف التأكد من مناسبة الأسئلة للمفاهيم المراد قياسها، جاءت النسبة بين المحكمين (75%)، وفي ضوء آراء المحكمين تم تعديل ووضع الاختبار في صورته النهائية. 

 الثبات Reliability: تم حساب ثبات الاختبار عن طريق ألفا كرونباخ، وتبين أن معامل الثبات 0.81 وهي قيمة تقترب من الواحد الصحيح مما يدل على ثباته.

2. الاختبار المهاري:  
  قدمت الباحثة سؤالين، كل سؤال يقيس تحقق أحد الهدفين المهاريين للوحدة، وطُلِبَ من المتدربة وضع مقترحين بشكل مبدئي بالقلم الرصاص لكل سؤال، على أن تستكمل أحدهما بالتلوين وتحديد الخامة كإجابة على كل سؤال، ارتكز السؤال الأول على إعادة تصميم أحد تصميمات "فان هربن" برؤية جديدة حرة، بينما ركز السؤال الثاني على أن تكون إعادة الصياغة من أحد تصميمات المصممة بما يتوافق مع ذوق المرأة العمانية، حيث تصميم عباءة نسائية أو زي محجبات بوجه عام. تم إخراج التصميمين على لوحة واحدة لكل متدربة استعدادا لتقييمها. 

لإعداد مقياس التقدير: قامت الباحثة بوضع عدة بنود عددها (10) بنود، حيث يضع المصحح علامة استجابة عند كل عبارة من العبارات التي حواها مقياس التقدير الثلاثي (موافق- موافق إلى حد ما- غير موافق) وبالتالي فالدرجة العليا (30) والدرجة الدنيا هي (10). 

صدق وثبات مقياس التقدير: تم التأكد من صدق المقياس من خلال عرضه على مجموعة من المتخصصين، وبذلك تم التأكد من صدقه، وهي طريقة (صدق المحتوى)، كما تم حساب ثباته باستخدام (الفاكرونباخ)، وبلغ معامل ثبات الفا للمقياس (0.93) وهي قيمة تؤكد ثباته.
 

مقياس الاتجاهات:  
   قامت الباحثة بوضع عدد (9) عبارات تستهدف قياس إقبال المتدربات وتأثرهم بموضوع الوحدة التعليمية التجريبية، العبارات جميعها تقيس الاتجاه الايجابي، وجاء ميزان التقدير ثلاثي (موافق- موافق إلى حد ما- غير موافق)، الدرجة العليا للمقياس هي (27) درجة والدنيا هي (9) درجات. 

صدق وثبات مقياس الاتجاهات: تم التأكد من صدق المقياس بطريقة (صدق المحتوى) من خلال العرض على المتخصصين، كما تم حساب ثباته باستخدام (الفاكرونباخ)، وبلغ معامل ثبات الفا للمقياس (0.79) وهي قيمة تقترب من الواحد الصحيح وتدل على ثباته. 
 

نتائج الدراسة ومناقشتها: 
  يمثل هيكل البرنامج التدريبي المقترح نتائج الدراسة الحالية، تمهيدا لتطبيقه بين جامعة نزوى ومجمع الابتكار بمسقط لطالبات برنامج تصميم الأزياء الفائقات والموهوبات بمركز "صناع عمان" العام الدراسي 23/2024 وما يليه.

  كما أن نتائج الدراسة تتضح من خلال التحقق من صحة فروض الدراسة، وجاءت على النحو الآتي:

1. ينص الفرض الأول على أنه: توجد فروق دالة إحصائيا بين متوسط درجات المتدربات في الاختبار التحصيلي المعرفي القبلي/البعدي للوحدة الأولى بالبرنامج المقترح لصالح التطبيق البعدي. 

وللتحقق من صحة الفرض تم تطبيق اختبار (ت) لإيجاد دلالة الفروق بين المتوسطات، والجدول الآتي يوضح ذلك:
 

يتضح من الجدول أن قيمة (ت) المحسوبة هي (-17.8) وهي ذات إحصائية عند مستوى معنوية 0.05 لصالح التطبيق البعدي مما يؤكد أن المتدربات استفادوا من المعلومات والمعارف التي تضمنتها الوحدة التعليمية الأولى والتجريبية بالبرنامج المقترح، وبذلك يتحقق صحة الفرض الأول. 

وقد اتفقت نتائج الدراسة فيما يتعلق بتنمية المعارف لدى المتدربات مع دراسة راندا منير الخرباوي وأميرة عبد الله المهدي (2022) أن الوحدات التعليمية المقترحة وما تضمنته من محاضرات وجلسات تدريبية ترفع معارف المتدربين بدرجة عالية، وإن كانت الدراسة الحالية استهدفت المعارف المتعلقة بالتكنولوجيا الحديثة في تطبيقات الموضة على عكس الدراسة السابقة التي استهدفت أساليب الزخرفة التجريدية للملابس.

2. ينص الفرض الثاني على أنه: توجد فروق دالة إحصائيا بين متوسط درجات المتدربات في الاختبار المهاري القبلي/البعدي للوحدة الأولى بالبرنامج المقترح لصالح التطبيق البعدي.
 

يتضح من الجدول أن قيمة (ت) المحسوبة هي (-18.5) وهي ذات إحصائية عند مستوى معنوية 0.05 لصالح التطبيق البعدي مما يؤكد أن المتدربات استفادوا من المهارات التي تضمنتها الوحدة التعليمية الأولى والتجريبية بالبرنامج المقترح، وبذلك يتحقق صحة الفرض الثاني.

 
وتتفق نتائج الدراسة الحالية مع نتائج عائشة عبد الجبار العيسى (2020) التي اقترحت تدريب يهدف إلى تنمية المهارات اليدوية والذهنية لدى طالبات تصميم الأزياء، تحقق بالدراسة الحالية ومن خلال الوحدة التجريبية تنمية لمهارات الطالبات الذهنية في تصميم موضة ابتكارية توافق الثقافة العربية وتعتمد على تقنيات الحفر والقص بالليزر، والطباعة ثلاثية الأبعاد. كما اتفقت مع نتائج دراسة فاطمة نبيل كمال (2019) أن تنمية مهارات الطالبات التطبيقية تؤهلهم لإنتاج تصميمات متميزة غير مسبوقة تصلح لمشروعات ريادة الأعمال. 

1. ينص الفرض الثالث على أن: آراء الطالبات عينة الدراسة ايجابية نحو الوحدة الأولى التجريبية من خلال أداة البحث مقياس الاتجاهات.

  تم التعرف على آراء الطالبات عينة الدراسة من خلال تدريسهم مقرر تصميم أزياء (2) بفصل الربيع العام الأكاديمي 2021م، من خلال استبيان يحوي (9) عبارات مقسمة على (4) محاول كما بالجدول (6)، حيث تم حساب التكرارت والنسب المئوية لاستطلاع رأي الطالبات.
 

من الجدول السابق يتضح أن نسب استجابات الطالبات تتراوح بين (80%) و (100%) وهي نسب مرتفعة مما يدل على تكون اتجاه إيجابي لدى الطالبات في تعلم تصميم وإنتاج الموضة الابتكارية.

التوصيات: 
في نهاية الدراسة توصي الباحثة بالنقاط الأتية:
• تطبيق البرنامج التدريبي بالشراكة بين جامعة نزوى ومجمع الابتكار بمسقط – مركز "صناع عمان".
• دمج موضوعات تطبيقات التكنولوجيا المتقدمة ضمن مقررات برامج تصميم الأزياء بداية من مرحلة البكالوريوس، وتعريف الطلاب بالتقنيات وأعمال أبرز المصممين العالميين في هذا المجال.
• دعم مشروعات الطلاب وأفكارهم الابتكارية في التنفيذ من حيث التشجيع المعنوي والمالي بالجامعات العربية، حتى يحتل العالم العربي مكانة بارزة بين مبدعي مجال تصميم الأزياء، وخاصة أن المستقبل يدعم استخدام هذه التطبيقات، وبدأ يتم عرضها بالعديد من المعارض الدولية العالمية.
• إتاحة فرص براءات الأفكار من قبل الهيئات المانحة لها بالدول العربية يعمل على تشجيع المبتكرين، وتكوين فرق بحثية على مستوى متقدم للتطبيق والتجريب.
• إجراء بروتوكول تعاون بين برامج الفنون والتصميم بجامعة نزوى مجمع الابتكار بمسقط مما يعزز فرص الإفادة والطلاقة الابتكارية التطبيقية للجانبين. وأهمها اكتشاف العقول المبتكرة ودعمها.

المراجع: 
  أبو الأسعاد، مروة السيد ابراهيم. (2018). دراسة تحليلية لأثر الطباعة ثلاثية الأبعاد على الموضة والأزياء. مجلة التصميم الدولية. 8 (1). 157- 166. https://idj.journals.ekb.eg/article_86235_62c98ede7295a2fa2add43980039be6c.pdf
  أبو نيان، فواز بن فهد بن فواز. (2002). الكفايات التعليمية لمعلم التلاميذ الموهوبين في الفنون التشكيلية ومعايير اختياره: دراسة مسحية نظرية. رسالة التربية وعلم النفس. (17). 221- 253.
file:///C:/Users/khali/OneDrive/Desktop/Downloads/0059-000-017-006.pdf
البريدي، عبد الله بن عبد الرحمن. (2007).  نموذج علمي مقترح لدمج مهارات التفكير الإبداعي في المناهج الدراسية. المؤتمر العلمي العربي الخامس لرعاية الموهوبين والمتفوقين. رعاية الموهوبين والمبدعين انجازات عربية مشرقة. المجلس العربي للموهوبين والمتفوقين. 416- 433
file:///C:/Users/khali/OneDrive/Desktop/Downloads/6707-000-000-020.pdf
البيطار، حمدي محمد محمد وحسن، علي صلاح عبد المحسن وعلي، أحمد رجب عبد الرحمن. (2020). فاعلية برنامج قائم على استراتيجية الفصل المقلوب لتنمية التفكير الإبداعي لدى التلاميذ الفائقين بالمرحلة الاعدادية الأزهرية بأسيوط. مجلة دراسات في مجال الارشاد النفسي والتربوي. 8 (10). 2-20 
file:///C:/Users/khali/OneDrive/Desktop/Downloads/1960-000-010-001.pdf
الخرباوي، راندا منير محمد، والمهدي، أميرة عبد الله نور الدين. (2022). فاعلية وحدة تعليمية لتنمية مهارات الطالبات في زخرفة الملابس الخارجية لطالبات الجامعة باستخدام الفن التجريدي. مجلة بحوث التربية النوعية. (65). 543- 566. 
file:///C:/Users/khali/OneDrive/Desktop/Downloads/0201-000-065-013.pdf
بابكر، عمر محمد. (2012). جماليات الحفر بأشعة الليزر. مجلة العلوم الانسانية والاقتصادية. جامعة السودان للعلوم والتكنولوجيا. 13 (2).136-154.
file:///C:/Users/khali/OneDrive/Desktop/Downloads/1372-013-002-011x.pdf
الحدابي، داود عبد الملك. الجاجي، رجاء محمد ديب. (2011). أثر التدريب في بناء وبرمجة الروبوت على تنمية مهارات التفكير الإبداعي ومهارات التفكير العلمي لدى عينة من الطلبة الموهوبين. المؤتمر العلمي الثامن لرعاية الموهوبين والمتفوقين. المجلس العربي للموهوبين والمتفوقين. 507 - 544 
file:///C:/Users/khali/OneDrive/Desktop/Downloads/6710-001-000-003x.pdf
جريدة الرؤية (2021). مركز صُناع عُمان: الحاضنة الوطنية المُثلى للمبتكرين والمبدعين. استرجع في 25 أغسطس 2022 من: https://alroya.om/post/282807
العامري، فاروق محمد. (1992). تكنولوجيا الليزر واستخداماته العملية. الدار المصرية اللبنانية، (ط1). 
العتوم، عدنان يوسف. (2004). علم النفس المعرفي: النظرية والتطبيق. دار المسيرة للنشر والتوزيع والطباعة. 
العيسى، عائشة عبد الجبار. (2020). المحاكاة كأحد أدوات التفكير البصري وتأثيرها على تطوير مهارات الرسم والتصميم       لإنتاج مشغولات فنية مبتكرة. مجلة الأكاديمي. (89). 235 – 255
https://www.iasj.net/iasj/download/23d194373e48d573
الفاخري، سالم عبد الله سعيد. (2009). دور الأستاذ الجامعي في تحفيز وتنمية التفكير الإبداعي. المؤتمر العلمي العربي السادس لرعاية الموهوبين والمتفوقين- رعاية الموهوبين ضرورة حتمية لمستقبل عربي أفضل. (2). 59-76. 
file:///C:/Users/khali/OneDrive/Desktop/Downloads/6708-002-000-018x.pdf
المعلا، زينة. (2020). ما معنى كلمة ليزر. مجتمع أراجيك. استرجع في أغسطس31، 2022
https://www.arageek.comm unity. 
النجادي، عبد العزيز. (1996). كفايات التدريس المطلوب توافرها لدى معلمي التربية الفنية بالمرحلة المتوسطة . المجلة التربوية. 10 (39).  111- 141.
file:///C:/Users/khali/OneDrive/Desktop/Downloads/0085-010-039-003.pdf
جراون، فتحي عبد الرحمن. (2007). تعليم التفكير: مفاهيم وتطبيقات. دار الفكر ناشرون وموزعون. ط (3)
حسان، رحاب رجب محمود. (2013). تصميم وحدة تعليمية عن الملابس الذكية لطلاب الفرقة الرابعة بقسم الملابس و النسيج. المؤتمر الدولي الأول لكلية الاقتصاد المنزلي- جامعة حلوان. علوم الإنسان التطبيقية والتكنولوجيا في الألفية الثالثة.
حسان، رحاب رجب محمود. (2023). نماذج مختارة من تصميمات الطليعة لإعادة تعريف مفاهيم الموضة والجسد. 
Information Science Letters. 12 (1). 451-495. 
https://www.naturalspublishing.com/files/published/2t27m3697l9d9v.pdf
حمد، حسان علي. (2019). الاحتياجات التدريبية لمعلمي الطلبة في ضوء معايير المركز للقياس والتقويم في المنطقة الجنوبية بالمملكة العربية السعودية. مجلة كلية التربية الأساسية للعلوم التربوية والانسانية، (43). 528- 553
https://www.researchgate.net/publication/348393398_athr_altdryb_fy_bna_wbrmjt_alrwbwt_ly_mharat_altfkyr_alabday_wmharat_altfkyr_allmy_ldy_ynt_mn_altlbt_almwhwbyn
علوان، نفيسة أحمد أحمد، و أحمد، رشا عبد المعطي محمود. (2018). تأثير تصميم النموذج وتكنولوجيا القص بالليزر على اثراء الملابس المنتجة. مجلة التصميم الدولية. 8(1). 289- 300.
https://idj.journals.ekb.eg/article_86315_a30622bf4746e6ccabbf52f9d474667f.pdf
ماضي، يحيى صلاح (2011). المتفوقون وتنمية مهارات التفكير في الرياضيات. مركز ديبونو للنشر والتوزيع والطباعة. ط(2)
محمد، فاطمة نبيل كمال. (2019). وحدة تعليمية في مقرر الأشغال الفنية لرفع الكفاءة المهارية لطالبات الاقتصاد المنزلي. مجلة التصميم الدولية. 9(1) 199-206. 
file:///C:/Users/khali/OneDrive/Desktop/Downloads/2048-009-001-016.pdf
محمد، عادل عبد الله محمد. (2006). الاتجاهات الحديثة في تعليم الموهوبين. المؤتمر السنوي الرابع عشر- اكتشاف الموهوبين والمتفوقين ورعايتهم في الوطن العربي. كلية التربية. جامعة حلوان 
http//search.mandumah.com/Records/32735
مكتب التربية العربي لدول الخليج. (2001). دور مركز الامارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية في رعاية الموهوبين والمتفوقين. وقائع ندوة الثقافة والعلوم لرعاية الموهوبين، مج (2).  1-22. https://search.mandumah.com/Record?36896                                                                                  
المجلس العربي للطفولة والتنمية. (2003). المجلس العربي للموهوبين والمتفوقين بالأردن. مجلة خطوة. (22)، 42. http://search.mandumah.com/Record/148842
واينبرنر، سوزان. (2016). تربية الأطفال المتفوقين والموهوبين في المدارس العادية: استراتيجيات ونماذج تطبيقية. 
وزارة الاعلام. (د.ت). مجمع الابتكار مسقط يعزّز المنظومة الوطنية للابتكار. البوابة الإعلامية. مسترجع من:
https://omaninfo.om/topics/85/show/393807
 

  Abu Alessad, M. A. E. (2018). An analytical study of the impact of 3D printing on fashion (in   Arabic). International Design Journal. 8(1), 157-166. 
  Abu Niean, F. F. F. (2002). The educational competencies of the teacher of gifted students in the plastic arts and the selection criteria: a theoretical survey study (in Arabic). Education and psychology message. (17), 221-253.
  Adams, M. and Kemevor, A. K. (2018). Teaching and learning creativity in fashion, A case study of the fashion department of takoradi technical university, British Journal of Psychology Research. 6(1), 1-21. 
  Al Amery, F. M. (1992). Laser technology and its practical uses (in Arabi). The Egyptian Lebanese House. (1st). 
  Al Atoom, A. Y. (2004). Cognitive psychology: theory and practice (in Arabic). Dar Al Masierah publishing, Distribution and Printing.
  Al Bariedy, A. A. (2007). A proposed scientific model for integrating creative thinking skills into school curricula (in Arabic). The Fifth Arab Scientific Conference for the Care of the Gifted and Talented. Nurturing the talented and creative is a bright Arab achievement. Arab Council for the Gifted and Talented. 416- 433. 
  Al Bietar, H. M. M. Hassan, A. S. A. & Ali, A. R. A. (2020). The effectiveness of a program based on the flipped classroom strategy to develop creative thinking among outstanding students in the Al-Azhar middle school in Assiut (in Arabic). Journal of studies in the field of psychological and educational counseling. 8(10), 2-20. 
  Al Eisa, A. A. (2020). Simulation as one of the tools of visual thinking and its impact on developing drawing and design skills to produce innovative artistic artifacts (in Arabic). Academy Journal. (89), 235-255
  Al Fakhery, S.A.S. (2009). The role of the university professor in stimulating and developing creative thinking (in Arabic). The Sixth Arab Scientific Conference on Caring for the Gifted and Talented - Caring for the gifted is an inevitable necessity for a better Arab future. (2), 59-76.
  Al Hadabey, D. A. Al Gagey, R. M. A. (2011). The effect of training in building and programming a robot on developing creative thinking skills and scientific thinking skills among a sample of gifted students (in Arabic). The Eighth Scientific Conference for the Care of the Gifted and Talented. Arab Council for the Gifted and Talented. 507-544. 
  Al Kharbawey, R. M. M. Al Mahdey, A. A. N. (2022). The effectiveness of an educational unit to develop female students’ skills in decorating university female students’ outerwear using abstract art (in Arabic). Journal of Specific Education Research. (65), 543-566.
Al Mula, Z. (2020). What does the word laser mean? (in Arabic). Arageek community. 
Al Nagadey, A. (1996). Teaching competencies required for art education teachers in the intermediate stage (in Arabic). Educational Journal. 10(39). 111-141. 
Arab Bureau of Education for the Gulf States. (2001). The role of the Emirates Center for Strategic Studies and Research in caring for the gifted and talented (in Arabic). Proceedings of the Culture and Science Symposium for Gifted Care. (2), 1-22.
Arabic Council for Chilhood and Development. (2023). The Arab Council for the Gifted and Talented in Jordan. Kkotwa Magazine. (22), 42.
Alroya Newspaper (n.d.). Oman Makers Center: the ideal national incubator for innovators and creators” (in Arabic). Retrieved 25/8/2022. https://alroya.om/post/282807
Ba Bakr, O. M. (2012). Aesthetics of laser engraving (in Arabic). Journal of Humanities and Economic Sciences. Sudan University of Science and Technology. 13(2), 136-154. 
Bishop, W. E. (1968). Successful teachers of gifted exceptional children. Exceptional Children (EC). 34(15). 317-325. 
El-Fanagely, B. R. (2022). The Role of Laser Cutting Technology in Enriching Aesthetics Values and Highlighting Artistic Formulas on Leather Fabrics. International Design Journal. No.5
Elwan, N. A. A. Ahmad, R. A. M. (2018). The effect of pattern design and laser cutting technology on enriching the garments produced (in Arabic). International Design Journal. 8(1), 289-300.
Garawan, F. A. (2007). Teaching thinking: concepts and applications (in Arabic). Dar Al Fikr Publishers and Distributors. (3ed).
Hamad, H. A. (2019). The training needs of student teachers considering the Center’s standards for measurement and evaluation in the southern region of the Kingdom of Saudi Arabia (in Arabic). Journal of the College of Basic Education for Educational and Human Sciences. (43) 528-553. 
Hassaan, R.R. M. (2013). Designing an educational unit on smart clothing for fourth-year students in the Department of Clothing and Textiles (in Arabic). The First International Conference of the Faculty of Home Economics - Helwan University. Applied human sciences and technology in the third millennium.
  Hassaan, R.R. M. (2013). Selected models of avant-garde designs to redefine the concepts of fashion and the body (in Arabic). Information Science Letters. 12(1), 451-495.
  Madey, Y. S. (2011). Excellent students and developing thinking skills in mathematics (in Arabic). Debono Center for Publishing, Distribution and Printing. (2nd). 
  Mohamed, A. A. M. (2006). Modern trends in gifted education (in Arabic). The Fourteenth Annual Conference - Discovering the gifted and talented and nurturing them in the Arab world. Faculty of Education. Helwan University.
  Mohamed, F. N. K. (2019). An educational unit in the technical works course to raise the skill ability of female home economics students (in Arabic). International Design Journal. 9(1), 199-206. 
  Ministry of Information (n.d.). Muscat Innovation Park enhances the national innovation system. Media Portal. https://omaninfo.om/topics/85/show/393807 
  Sinha, P. (2002). Creativity in Fashion. Journal of Textiles and Apparel, Technology and Management (JTATM). 2(4), 1-16.
   University of Nizwa. https://www.unizwa.edu.om/index.php?contentid=1
  Waienberner, S. (2016). Education of Excellent and gifted children in regular schools: applied strategies and models. Al-Sartawi, Z. A. Al Shakhas, A.A. A.S. University Book House for printing, publishing, and distribution.
  Zimmerman, E. (1992). Assessing students’ progress and achievement in art. Art Education. 45(6), 14-24.https://www.researchgate.net/publication/279746252_Assessing_Students'_Progress_and_Achievements_in_Art